Wednesday 09-05 -2012
إغرسْ قدَمَيكَ في أعالي القِمَمِ وإصرُخْ في النيامِ مُسْتنهِضَ
الهِمَمِ
فكٌلُّ مَنْ تَخاذلَ تطايَرَ وإرتحل كما تطايرَ الزّبدُ غثاءً وينعدمِ
ولا تَبْكِ ليلى وَلا تُناجِ أطلالها ولا تجار مُفرطاً بالأرْضٍِ
مُنْهَزمِ
ولا تُباعِدْ بَينَ السيف والقلم جَهالة ولا تُقاربْ بَينَ الكرِّ
وَالفَرِّ بكرَمِ
ولا تُصَفِِّقَ للخائن وَإنْ رُفعَ شأنهُ ولا تَطمَئِنَّ للنَذِلِ وإن
بالطُّهْرِ تَيَمَمِ
ولا تُجالِسْ جَليسَ مُجالسِ الأعداءِ فَكمْ مِنْ خائِن مِنَ النِعالِ
لمْ يَسلمِ
ولا تتبع سُبُلَ مَن ضَلُّوا وأغضبوا فالتيهُ لهُم وَبَعدَ التيهِ عذاب
جَهنمِ
فلا سيناءَ رَحَبّتْ بالقادمين إليها ولا الأرْضُِ أهَّلت بلحودٍ
وَرَمَمِ
ولا أريحا كرّمها كازينو لِرِحابٍ (1) ولا القدسُ بمفسدي الأرض تُكرمِ
ولا العيون تَرقرَقت دُمُوعها رَأفة ولا القلوبُ على شرِّ الغوايةِ
تندمِ
وتذكرْ ما شِئتَ مِنَ الخِلانِ النُّجُبِ ذكرى وَفاءٍ لأشرفِ الناسِ
وَقسَمِ
وألق نظرةَ وَداعٍ على مَنْ ضاعَ في هِجْرَةِ البَحْثِ بَينَ أزِقَةِ
الخِيَمِ
وأكتب بما تَبَقيّ مِن مِداد القلبِ أخي لا تصافح سيفاً أنْزَفَ دمي
أخي لا تُصالح فلا المُصالحُ ثائراً بَلْ إسْطَبْلِيٌّ حُظيَ بزَريبَةِ
بَهائِمِ
أخي لا تسامح فكم مِن أرملةٍ ثُكِلتْ وَكم يَتيمة بكت مَنْ كان بها
مُتَيَمِ
وَكمْ منْ شريفةِ نسبٍ أُنتُهكَ عِرضُها وكم مِنْ طِفلةٍ إستغاثتْ
بالمُعْتَصِمِ
وَكمْ مِنْ شيخٍ جَليلٍ سُحِقَتْ عِظامهُ لم تفُتهُ نَخوَةُ شَهِمَ
الطبائع مِكرمِ
وَكمْ من مجزرةٍ نُفِذتْ على أرضِها صاحتْ ضَحاياها أينَ هَيئةُ
الأمَمِ
وَكمْ كُمِّمَت أفواهٍ وكُبلّت سَواعِدٌ وَكمْ نٌكِّسَتْ راياتٌ
وزُورَت قِيَمِ
ليَرْأس ذاك الخِصَيُّ حَفيدُ سَمسارٍ إدّعى البَهائيَة مُلحدٌ أفاقُ
لمْ يُسلمِ
شَربَ كأسَ الخيانةِ نَخْبَ جَنرالِ صاحَ ها عُدنا صلاح الدين فلتعْلمِ
جُيوشَ مَيْسِرَتِهِ إبن الشريف قادها وَجُيوش مَيْمَنَتِهِ إجتاحَتْ
الحَرَمِ
ليصحوا سِكّيرْ التَعري من نَشْوَتِهِ (2) ويلعنُ كنْعانَ وَسامَ
بالأرْضِِ يَنْعَمِ
(1) – رحاب هي إمرأة من أريحا كانت تعمل في البغاء بحسب ما ورد في
كتاب (التوراة)،حيث قامت هذه العاهرة بإستضافة الجواسيس الثلاثة الذين
أرسلهم يوشع بن نون، بعد تيه بني إسرائيل في صحراء سيناء، ليرصدوا له
أرض فلسطين قبل أن يدخلها مع البعضٍ من بني إسرائيل. لذلك حرص الصهاينة
بعد إتفاقية أوسلوا أن يشيد الطرف الفلسطيني كازينو في أريحا تمجيداً
لهذه العاهرة الجاسوسة التي ساعدت جواسيس يوشع بمعرفة أخبار أهل
فلسطين.
(2) – يقصد بسكير التعري هو (نوح التوراة) و(التوراة) المقصود هنا
هو الكتاب المتداول اليوم، وهو غير التوراة الذي أنزل على سيدنا موسى
عليه السلام وهو حق، حيث يخبرنا (التوراة) المتداول اليوم، بأنه (نوح)
كان مولعاً بإقامة حفلات المجون والتعري، وفي إحدى حفلاته شاهد حام إبن
نوح عورة أبيه، بينما ذهب سام ويافث بغطاء ليستروا هذه العورة، وعندما
إستفاق (نوح) من سكرته وعلم بما حدث له، لعن إبن من شاهد العورة، الذي
هو في هذه الحالة كنعان، وأعطى كل ارض الكنعانيين (فلسطين) لأبناء سام
تأديباً لحام. و بناء لمشاهدة هذه العورة أخذ (يهوه) يهرول في جميع
أسفار كتاب (التوراة) أمام (أنبياء التوراة) الذين في هذا الكتاب
يرتكبون كل أعمال الفجور والفسوق، ليهبهم أرض فلسطين. وبناءاً على هذه
القصة الساقطة أخلاقيا والصبيانية، تم تشريع ما يسمى بالحق التاريخي
لليهود في أرض فلسطين!
فلا الأعْرابُ عَرباً إنْ لَمْ يُرابطوا وَلا النُبوةِ تُباعُ في سوقِِ
بيعِ الذممِ
وَلا العابرونَ مَعْ (يُوشع) قَدْ عَبروا لتغتسل في النهرِ عاهِراتُ
القَرَمِ
وَلا بَهْلوانيّ مَدريد أدركَ طَبائِعَنا لِيَرْأسَ سُلطةً لفَظَها
النَفَقُ المُظلِمِ
ولا التكتيكَ وَالخِداعَ يُحَرّرُ أرْضاً ولا بالرشوةِ والفَسادِ
تَنْهَضُ الأمَمِ
نحن أهْل أرْضٍ رَبُ العزة باركها زيَّنها بمَهْدٍ وأقصى وَشعْب
مقاوِمِ
كَمْ مِنْ غَزْوَةٍ عَلى أسْوارها دُمِرَّتْ وَكمْ مِنْ مُدَجَجٍ توارى
عَنْها وَإنْهَزَمِ
لتأتي جيوشُ العُرْبِ بسلاحٍ فاسدٍ ورفاق الحُسَيني مِنَ السِلاحِ
تُحرمِ (3)
ويصيحُ إبن النكبة وا.. سلاحاً أَخاه فيأتيه الرّدُ بما فيكَ مِنْ
لَحْمٍ قاومِ
وإن شئت فإرحَل تِرحالَكَ الأخيرْ أو إلى القُدْسِ عارٍ بصَدْركَ
تقدَمِ
وإترك مَهْدَ الصِّبا وَريعانَ الشبابِ ولحْدٍ فَوْقَ لحدٍ لِجَدٍّ
تَحْتَ أبٍ وإمِ
فَصلاةُ الجَماعَةِ لَمْ تفُتكَ شَهيديه توَضَأ لِتُصَلي رَكعَتينِ
خَلْفَ القسامِ
وَإجْمَعْ ما شِئْتَ مِنْ أشلائِكَ فينا وَبَعثِر ما تَبقى مِنْ وَصايا
وَأحْلامِ
وإرْحَلْ قبل أنْ نُفْجِعَكَ بضحايانا في الأردن ولبنان والعراق والشآم
لكن من يجمعنا وَيَلمَّ فيك أشلاءَنا مَن يوصل صبرا والفالوجة بالخيام
مَنْ يَنتصِر لِطِفلِ جنين ودير ياسين مَن يُردد كُلَّ صباح آهٌ.. آهٌ
كفر قاسم
مَنْ يُذَكّرَ أطفالنا أن الواقعية بَلاءٌ وَأنَ العَقلانيةَ تَحْمِلُ
مَعاولَ الهَدمِ
مَنْ يُوحِّد فينا صلاة الفَجر والعِشاءْ مَنْ يجمع قبائلنا على مَنْ
عَلَّمَ بالقلمِ
فمواكب الشهداءِ تَصْرَخُ كُلّ صَباحِ وَيلٌ لأمةٍ تُسَمى الخيانة فيها
سَلامِ
وَيلٌ لأٌمةٍ حاكت من أكفانِ أبنائها سَراويلاً وارَتْ بها عَوراتِ
الحُكامِ
وَيْلٌ لأمةٍ جَعلتْ مِنْ أرْذالها قادة وَصَنَعَتْ لألكاعها نُصُباً
وأصنامِ(4)
وخانتْ ميراثَ أجدادِها في أرضٍِ جَبَلتها دِماءٌ ولحودُ فاتحين
عِظامِِ
فأرواح الشهداء تَهتِفُ بين القبور أخي لا تصافح لا تسامح لا تساوِمِ
(3) – يقصد برفاق الحسيني المجاهدين الفلسطينيون والعرب الذين
رابطوا في فلسطين مع الشهيد عبد القادر الحسيني دفاعاَ عن فلسطين
ومقدساتها.
(4) – ألكاعها جمع لكع، والمقصود هنا كل من هم أمثال لكع بن لكع
الذي يخبرنا عنه الحديث النبوي الشريف.
مهندس \ حسني الحايك
--------------------انتهت.
باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من
لبنان
hosni1956@yahoo.com
