اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 28- الرباط هو من يحقق الدولة
 


 
هربرت صاموئيل

 

 

 أقلام تحت الشمس : 28- الرباط هو من يحقق الدولة :

 

إذن كان مخططاً أن يتم التخلص من وزير الحرب البريطاني كتشنر ووزارة اسكويت المعارضة لمشروع الصهيوني هربرت صاموئيل. كما كان مخططا إسقاط قيصر روسيا وإنهزام القوات البريطانية في المرحلة الأولى من الحرب العالمية الأولى. الأمر الذي يشير إلى أنه كان بمقدور ألمانيا أن تحسم هذه الحرب إلى صالحها. وخصوصا بعد أن عمد المرابين اليهود إلى إفتعال أزمات شديدة للصناعات العسكرية البريطانية التي تحكموا في جميع مفاصلها. وكان أعظم تلك الأزمات هيّ أزمة توقف معامل الصناعات الكيميائية التي يشرف عليها فريدريك ناثان روتشيلد عن إنتاج الذخائر الحربية.الأمر الذي إنعكس سلباُ على مصانع إنتاج المدافع، التي إضطرت مرغمة لتقليل من إنتاجها بسبب قلة إنتاج الذخائر الخاصة بها. وهكذا توقف إمداد الجيوش البريطانية على الجبهات بالذخائر والمدافع الضرورية إن كان في حالة الدفاع، أو كان في حالة الهجوم. وهذا ما تسبب بالعديد من النكسات العسكرية للجيوش البريطانية على جميع جبهات القتال مع الألمان. لتجد نفسها حكومة اسكويت فجاة أمام كارثة محقة تهدد حياة معظم جنودها المشاركين في الحرب، كما تهدد مصالح ومجمل عمليات بريطانيا الإستعمارية في العالم. وكان هذا السبب كافيا لكيّ يلقي الشعب البريطاني بالمسؤولية عن كل ذلك على عاتق حكومة اسكويت التي رفضت المشروع (التوراتي) في فلسطين، والتي اتهمت بأنها المسؤولة عن قتل عشرات آلاف من البريطانيين على الجبهات. والحقيقة كان المسؤول الفعلي عن كل هذا المصير الأسود الذي واجهته بريطانيا، هو المرابي اليهودي فريدريك ناثان روتشيلد، الذي طلب من معامل (برونر وموند) بالتوقف عن إنتاج الذخائر الحربية. ليتم إظهار حكومته اسكويت على أنها حكومة غير مسؤولة وتعمل ضد مصالح بريطانيا. بينما كانت هذه الحكومة قد منحت في الحقيقة أرصدة حكومية ضخمة لمعامل (برونر وموند) لكي توفير تلك الذخائر وبكميات كبيرة. لكن اليهوديان (برونر وموند) الذان يمثلان عائلة روتشيلد ولكي يأخرا إنتاج الذخائر الضرورية، تحججا بأن تلك الأرصدة التي منحتها الحكومة توجهت لبناء معمل كيماويا ضخم في سيلفر تاون، يستطيع أن يزود الجيش البريطاني بإحتياجاته المطلوبة بعد أن يتم إفتتاحه. ولم يغب عن بال الإعلام البريطاني من إستغلال هذه المناسبة في الترويج المرابين اليهود، ولدورهم في إنشاء قاعدة للصناعات العسكرية البريطانية تؤهلها من الإنتصار في الحرب. من خلال عرض مجموعة تقارير تظهر ما سينتجه مصنع سيلفر تاون من ذخائر تفوق إحتياجات الجيوش البريطاني. ولكيّ يزيد المرابون من أزمات حكومة اسكويت، جعلوا من معمل سيلفرتاون (الأمل المنشود) ينفجر بظروف غامضة، مؤدي إنفجاره إلى مقتل أربعين من خيرة خبراء وفنيي بريطانيا وهدم ثمانمائة منزل. الأمر الذي ذهب في كل آمال بريطانيا بإمكانية تحقيق نصر في هذه الحرب. للعلم أن الفرد موند الذي كان يرأس مصنع سيلفر تاون أثناء إنفجاره، أصبح فيما بعد رئيس الوكالة اليهودية في فلسطين. وهكذا أنهزم البريطانيون في جبهات المواجهة مع الألمان. ولم تتعرض الأراضي الألمانية لهجمة بريطانية عسكرية واحدة. ورغم حالة الإنتصار التي عاشتها ألمانيا، وحالات الهزائم التي عاشتها بريطانيا. لم يكن مفهوماَ لكثير من الباحثين والمؤرخين السبب الحقيقي، الذي دفع بالألمان لكيّ يطلبوا سلاما تفاوضيّا مع البريطانيين، يعتمد على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب. والحقيقة أن حكومة اسكويت كانت تفكر بالعرض الألماني بشكل جدّي، بعد أن تأكدت أن أمريكا لن تدخل الحرب إلى جانبها، وخصوصا بعد أن كان الإعلام الأمريكي المسيطر عليه كليا من المرابين اليهود يشيد بالإنتصارات الألمانية، وبعد أن كان معظم الشعب الأمريكي متضامناً مع ألمانيا. إذ لم يكن لدى حكومة اسكويت أي خيار، إلا قبول السلام التفاوضي التي تعرضه ألمانيا بشهامة. لكن ما جرى بالحقيقة في هذه الفترة من الحرب وكان الدافع وراء العرض الألماني، هو أن المرابين اليهود توقفوا عن إقراض ألمانيا تلك القروض التي شجعتها على دخول الحرب. وكان هذا السبب كافي للألمان كيّ يدركوا مصير قواتهم على الجبهات في المواجهات القادمة. وخصوصا بعد أن توجه المرابين بأموالهم لتمويل الحملات الإنتخابية لمجموعة (التوراتيون) التي تزعمت الإنتخابات ضد رموز حكومة اسكويت. ليسقطوها وليأتوا بحكومة أخرى كان على رأسها لويد جورج الذي أيد مذكرة هربرت صاموئيل سابقة الذكر. وليأتوا بالوزير البريطاني آرثر بلفور الذي أصدر وعده سيء الذكر. في هذه الأثناء ذهب المرابون اليهود الألمان إلى بريطانيا، طالبين من حكومتها الجديدة الإستمرار في الحرب، لأنهم سيدفعون إليها بحليف قويّ هو الولايات المتحدة. وطلبوا من حكومة لويد جورج إصدار وعد بلفور، وهكذا صدر وعد بلفور ودخلت أمريكا الحرب ضد ألمانيا بينما كان الشعب الأمريكي كارها الإشتراك بها. وبينما كانت أحوال اليهود في ألمانيا أفضل مما عليه في بلد آخر. ورغم ذلك أُدخِلت أمريكا في الحرب لأن من دونها لا يمكن تنفيذ المشروع (التوراتي) في فلسطين. كما كان مستحيلا من دونها تحقيقه في العالم والسيطرة على المؤسسة الدولية المُزمع تشكيلها. كما كان من المستحيل دونها هزيمة ألمانيا وحلفائها والتحضير للحرب العالمية الثانية التي سَتُأسِسْ للأمم المتحدة، وترعى صراع القطبين الذي سيمزق العالم ضمن أتون حروب جديدة ومفتعلة، ويسقط كل دول العالم تحت رحمة قروض المرابين. كما كان من دونها يستحيل قيادة العالم إلى النظام العالمي الجديد الذي سيرعى إقامة (دولة التوراة) في فلسطين. بنفس المنطق الذي لم يكن لهذا المشروع أن يتحقق من دون وعد بلفور. وفي ذلك أكد الباحث الأمريكي نورد ديفز، الآتي:" لم يكن معروفا لمعظم الأمريكيين، وحتى يومنا هذا، أن السبب الرئيس الذي أدى إلى توريط الأمريكيين في الحرب العالمية الأولى هو وعد بلفور، الذي كان يحاط بسرية تامة في ذلك الوقت. فقد قامت الحكومة البريطانية في 5\4\1917م، بإرسال وزير خارجيتها آرثر بلفور بصورة سرية إلى الولايات المتحدة، من أجل إعلام الرئيس ولسون بأن الحكومة البريطانية، تستعد للمصادقة رسميا على الصهيونية السياسية، الأمر الذي يتطلب دخول أمريكا الحرب إلى جانب الحلفاء. وبعد إثنى وستون يوما هبطت طلائع القوات الأمريكية في فرنسا. كان من المؤكد أنه لم تكن لدى ألمانيا أية نوايا لغزو الولايات المتحدة وإحتلالها، ولم يكن هناك أي تهديد ألماني لوطننا، ومن هنا فإن رجالنا قد نزفوا دمائهم، وماتوا في حروب الشعوب الأخرى لصالح اليهود"( إنتحار شمشون- أسرار اسلحة الدمار الشامل في الكيان الصهيوني- مهندس حسني الحايك- دار النفائس-1993-ص-17). وقد أكد جورج تيني في كتابه (الأخوة الزائفة)، بأن المرابين اليهود هم من كتب صيغة وعد بلفور، حين ذكر الآتي:" كان المرابون اليهود هم أنفسهم من كتبوا المسودة الأصلية لوعد بلفور. وحررها القاضي (اليهودي) برانديس، واعتمدها الرئيس الأمريكي ويلسون، ثم قدمت بعد ذلك للسير آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا لتوقيعها. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد أرسلت مسودة وعد بلفور إلى الإدارة الأمريكية، وقام برانديس وهاوس ومساعدوهم بتعديلها والحصول على موافقة ويلسون عليها. وكان من التعديلات التي جرت في واشنطن إعتماد عبارة الشعب اليهودي (Jewish People)عوضاً عن عبارة الجنس اليهودي ( Jewish Race ) لتجنب إثارة قضية من هو اليهودي، والحقيقة أن حاخامات اليهود كانوا مختلفين على هذه الإشكالية، كما تمّت إضافة العبارة الأخيرة بالوعد التي نصت على وجوب عدم تهديد حقوق اليهود السياسية ووضعهم السياسي في أي بلد آخر". هذا وكان القاضي الأمريكي برانديس قد بعث البرقية رقم 166 في 26\9\1917م إلى مناحيم وايزمن، نصت على الآتي:" من المباحثات التي أجريتها مع الرئيس، ومن الآراء التي صرح بها إلى مستشاريه المقربين، أشعر أن بإستطاعتي الرد عليك بأن الرئيس موافق تماماً على التصريح كما جاء في برقيتكم بتاريخ 19 الجاري، الذي وافقت عليه وزارة الخارجية البريطانية ورئيس الوزراء. وأنا بطبيعة الحال موافق من كل قلبي". كما وردت البرقية رقم 167 في نفس التاريخ من القاضي برانديس إلى وايزمن، كتب فيها الآتي:" سأنظر في موضوع برقيتكم بتاريخ 19 الجاري، بشأن برقية فرانكفورتر علمًا بأن بعض التأخير في القرار يكون حتميًا". وكان وايزمان قد إستفسر في برقيته المؤرخة بنفس هذا التاريخ المشار إليه، من القاضي برانديس عن موقف الرئيس الأمريكي ولسون حول نص التصريح. وكان برانديس الصديق المقرب للرئيس ويلسون. وقد عينه ويلسون في عام 1916 قاضياً بالمحكمة العليا ليكون أول قاض يهودي يعين في هذه المحكمة. ويذكر يعقوب دوهاس في كتابه (سيرة حياة القاضي برانديس- ما وراء كواليس)، الآتي:" جهزت في لندن عدة مسودات من وعد بلفور، وسلمت إلى اللجنة التنفيذية المؤقتة للشؤون الصهيونية العامة، والتي كان برانديس رئيساً لها لإعتمادها وإقرارها. وبعد إجراء مراجعة هامة لها، حولت عن طريق العقيد هاوس إلى الرئيس ويلسون، لإبراقها إلى الحكومة البريطانية بالنص الذي صدر نهائياً، والذي وافقت عليه جميع حكومات الحلفاء". كل ذلك يظهر كيف تلاعب المرابون اليهود في نتائج الحرب العالمية الأولى لإصدار وعد بلفور، وتشريع إقامة كيانهم فوق أرض فلسطين من قبل المؤسسة الدولية، التي يتسابق البعض إليها اليوم ظانين أنها ستمنحهم دولة في بضع فلسطين.

 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster