اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  عالم البيئة 36 قلب الغابة
 

هندوراس

تقع بليز الخضراء الناصعة التي كانت تسمى في الماضي هندوراس البريطانية على شاطئ حوض الكاريبي بين المكسيك وغواتيمالا، وهي تتمتع بحيد مرجاني هو الأطول في الجانب الغربي من العالم.

توجد في بيليز بعض من أقدم الغابات البدائية في العالم، تنتشر تحت أشجارها الكثيفة الفهود والنمور والغزلان والتابير، أما فوق أغصانها فيعيش طائر الطّوقان  الذي اختير بألوان منقاره المتعددة ليكون رمزا طبيعيا لهذا البلد.

تقول الخرافات القديمة أن روح الشر ماوس التي تحطم البشر بحثت منذ عدة سنوات عن مخبأ تلجأ إليه. فرفضت أشجار الغابات أن تأوي إليها. وحدها شجرة الغامبوليمبا العالية منحتها غصنا تستكين إليه، ولكن ملك الضوء كاك، شاهدها عبر أوراق الشجر، فضربها بالصاعقة. ومنذ ذلك اليوم لم تعد روح الشر تسكن الغابات.

يعيش في هذا البلد الصغير مائتي ألف نسمة ينتمون إلى أصول عرقية  متعددة، منها هنود المايا ومزيج الكريولي،   والإسبان والإنجليز.

كانت جزر الأنتيل تستخدم قبل عدة قرون محطة على طريق تجارة العبيد، فأدى المزيج بين العبيد الأفارقة المنفيين وهنود الأراوكا إلى نشوء شعب الغاريفونيا الذي يعتبر سيد الإيقاع الموسيقي المطلق.

ما زالت آثار هنود المايا القدماء بادية للعيان، كما هو حال أبنائها الذين ما زالوا يعيشون في هذه المناطق من أمريكا الوسطى، التي شكلت في الماضي امبراطورية لهم.

ازدهر هذا التنوع العرقي في ظلال العمالقة الخضر. يرتبط تاريخ بيليز بأوائل القراصنة الإنجليز بيمان الأسطوري الذي الذي اجتاح أراضي المايا في القرن السابع عشر واستولى مع الجيش الإسباني على ثروات لا تقدر بثمن. تضم غابات بيليز أربعة آلاف نوع من أزهار النباتات وسبعمائة نوع من الأشجار. كان بعضها يصبغ ملايين من الخراف الإنجليزية، واستخدمت ألواح الخشب لبناء خطوط سكك الحديد عبر القارة الأوروبية. بعد قرنين من الزمن، اقتلع الكثير من الأشجار وانهارت أسعار الخشب بشكل مؤقت.

أفلتت عدة مشاريع للتنمية من عقالها في هذه المنطقة من حوض الكاريبي لتهدد الأنحاء الداخلية للبلاد إلى جانب الشواطئ وجزرها. ولد ويل ميهيا في بونتا غوردا جنوبي بيليز، وقد أحب أرضه وأدرك ثرواتها جيدا. بعد أن درس الفن والبيئة البشرية حصل على شهادة في العلوم الطبيعية من جامعة أيداهو، وعمل في حديقة دراي تورتوغاس في فلوريدا، وفي دائرة الحدائق التابعة لمدينة بالتيمور. ولكنه عاد اليوم إلى بلاده ليدافع عن ثرواتها البيئية مهما كلف الثمن.

الكثيرون من الناس في العالم يعرفون بيليز لحيدها المرجاني الهائل، ولكن بيليز تتميز بتاريخ طويل من صناعة الخشب. والحقيقة أن بريطانيا لم تأت أول مرة إلى بليز طمعا بحيد المرجان الذي نتفاخر به اليوم، بل طمعا بغاباتها. صدرت بليز إلى بريطانيا طوال القرنين التاسع عشر والعشرين كميات كبيرة من خشب الماهوغاني، فكانت تأتي بالعبيد الذين يقطعونه ويدفعونه عبر النهر حتى يخرج إلى البحر حيث كانت السفن البريطانية تحمله وترحل. عندما بدأ سكان بليز تجارة الخشب أدركوا أنه سيبقى هنا فبدأوا عملية قطع الأخشاب بطريقة اختيارية، أي أنهم سيقطعون الأخشاب الكبيرة المتوفرة وحدها ليخرجونها من هناك لأنهم كانوا متأكدين من عودتهم مرة أخرى بعد عشرة أو خمسة عشر هاما لجمع الأخشاب في المكان ذاته.

لقد نشأت على حب الطبيعة، أعتقد أني تأثرت بجدي الذي كان يملك مزرعة لزراعة الفاصولياء والرز والذرة. ومن ثم كان أبي يأخذني لصيد الأسماك في جزيرة سناك، التي ما زالت تحافظ على جمالها. لم يتغير الكثير في تلك المنطقة طوال السنوات الخمسة وعشرون الماضية.

هذه هي المدرسة التي تعلمت فيها إلى جانب مبنى الجمارك. وهنا في هذه المنطقة تماما يقع وسط المدينة. يمكن أن ترى بأنه لا يوجد عدد كبير من الأنشطة هنا، ولكنها بلدة جميلة وهادئة،  الجريمة غير موجودة في هذه المدينة نهائيا.

عندما ذهبت إلى الولايات المتحدة إلى حيث رحل والداي، تنبهت إ‘لى أني كنت في المكان الغير مناسب. كان لا بد من عودتي إلى هنا كي أشعر أني في الوطن. عند عودتي إلى هنا عرض علي العمل في مدينة بيليز، إذ أنه لم يوجد أي وظيفة شاغرة  هنا، فرفضت العمل في أي مكان خرج هذه الدائرة، أو خارج مسقط رأسي. وهكذا قررت العمل كسائق حافلة لجمع بعض المال. ولكن لإضفاء بعض التغيير عملت على أن تحتوي جميع الحافلات المسافرة بين بي جي ومدينة بيليز سلة للنفايات، وهذه مسألة لا نعتادها نحن في هذا الجزء من العالم. ثم دخل مركز دراسات البيئة في بيليز على الخط. أرادوا إقامة قاعدة لهم في الجنوب، وذلك لمساعدة الناس في العثور على خيارات بديلة للنمو. ولهذا تعاقدوا معي للعمل في المنطقة.

هذه هي جزر سناك التي كنت أزورها منذ الطفولة. هذه هي الأماكن التي ألهمتني في العودة للعمل في هذه المنطقة. الحياة البحرية في هذه المنطقة مزدهرة، هناك الكثير من السلاحف والأسماك العظمية. البنية المرجانية هنا تختلف عما هي عليه في جميع أنحاء بيليز وحوض الكاريبي. هناك العديد من المحترفين الذين يبحثون عن أماكن بدائية كهذه للمجيء بالسياح إليها. قد تتعرض هذه المنطقة للتهديد إن لم تتمتع بسبل التحكم السياحي اللازمة.

هذا جميل جدا إنها قرية رائعة فيها كل العناصر الطبيعية التي قد تفكر فيها. أقمنا في هذه القرية طوال مائة عام مضت، وهي جميلة جدا نبذل جهدا للمحافظة على الطبيعة فيها قد الإمكان. جاء بعض الأمريكيون إلى هنا بهدف تلويث المنطقة، بإضفاء بعض المتغيرات عليها، ولكنا لم نسمح بذلك، بل نفضل أن تبقى على ما هي عليه.

آك: عند غياب الرقابة السياحية من السكان المحليين يتجول السياح في المنطقة أو يدخلون بين الناس لالتقاط الصور بدون إذن مسبق، ما يشكل انتهاكا لحقوق الهنود واحترامهم وخصوصيتهم.

كما أننا نواجه ضغطا من نوع آخر أيضا، وهو المبالغة في الصيد. نقع بين بلدين مجاورين لنا هما غواتيمالا وهندوراس، وكثيرا ما يأتي الصيادين إلى هنا للصيد في مناطقنا.

كنت أخرج إلى الصيد وأعود بكثير من الأسماك، ولكني بدأت ألاحظ الآن بأن الأسماك تقل أكثر وأكثر، لهذا يزداد تذمر الصيادين إلى أن بدأ يتضح السبب وهو شباك الخياشيم، هذا هو السبب. يقوم بعض الصيادون بصنع شباك الخياشيم لاصطياد جراد البحر بمفرده، ولكنه يصطاد بها جراد البحر والسمك والسلاحف وخرفان البحر كل ما  يظهر في طريقه فوق صخور المرجان، حتى أنه عندما يسحبها يأخذ معه المرجان أي أنه يدمر الحيد أيضا.

عندما أذهب إلى مكان ما مثل نهر مونكي، كي ألتقي بالناس هناك، يقومون بعد التحدث معهم طوعا بتمزيق شباكهم التي تسبب الأضرار بالريف، هذه الشباك الممزقة هي بمثابة جائزة كبيرة لي.

يعمل مركز بليز لدراسة البيئة الذي أعمل لديه مباشرة مع الحكومة، لتحويل المنطقة إلى حديقة بحرية. ما أن نحقق الهدف بتحويل المنطقة إلى حديقة بحرية سنصبح على مسافة أقرب من إنجاز جدول أعمالنا الكامل، الذي يكمن بإنشاء منطقة محمية تمتد من الحيد البحري صعودا إلى جبال المايا.

لعبت معارف ويل ميهيا العميقة بأراضي بونتا غوردا الجنوبية وثرواتها الطبيعية دورا حاسما في نجاح مهماته.

تكمن نشاطات البلدة بمرور بعض السياح فيها ودخول بعض المزارعين من المناطق الريفية المجاورة، ومجيء بعض القرى المجاورة لبيع منتجاتها في أيام التسوق، التي تقتصر على الأربعاء والسبت. المسألة الأخرى الجارية هنا هي مجئ بعض سكان غواتيمالا لبيع منتجاتهم أيضا.

يتنوع أصول سكان البلدة جدا ففيها الغاريفونا والكريولي والهنود الشرقيين والصينيون ومجموعاتن عرقية أخرى، يسكن المايا في جميع أرجاء البلدة ويسود بيننا انسجام ووئام كاملين.

هل أحببت زيارة المنغروف؟ حسنا عبر التأمل  بالمنغروف يمكن أن تحدد نوع جذوره بسهولة كبيرة، من السهل جدا أن ترى الجذور الحمراء وتحدد بالتالي نوع الأسماك التي  في المنغروف، إلى جانب أنواع الطيور والثعابين التي تعشش بين الشجيرات هناك. فإذا جاء البعض لقطع شجيرات المنغروف أين لهذه الأسماك والطيور والثعابين  أن تعيش؟ هل تحب أن تكون في منطقة لا تجد فيهاغ سمكة أو طير أو قشريات؟ أم تحب الذهاب إلى سوق سمك لا تجد فيه أسماك؟ بماذا تشعر إن ذهبت يوما إلى بيتك لتجده مدمرا؟ لقد حطمه شخص ما لأنه يحتاج إلى أخشابه كي يشعل الموقد؟ هل يقبل بذلك أي منا؟ حسنا إذا عندما نخرج إلى المنغروف لنرى بأن شخصا ما يقطع الشجيرات علينا أن نشرح له أهمية هذا الموقع الطبيعي.

تقدم مجموعة من الدروس في مدارس المدن من خلال برنامج للتربية البيئية، يتمكن ويل عبرها من تطبيق نتائج أبحاثه ودراساتها على أرض الواقع.

أحيانا ما يكون العمل في دائرة توليدو مهمة صعبة فيها الكثير من التحديات. إذ أحاول الوصول إلى بعض الأماكن البعيدة التي يعيش فيها بعض السكان، وأحيانا ما أجبر على المشي ثلاث أو أربع ساعات للوصول إلى تلك الأماكن.

مورست طرق الحرق والحرث الزراعية أو ميلبا كما يسميها هنود المايا منذ مئات السنين. يكمن أسلوب الميلبا بالغوص في الغابة والعثور فيها على أكثر المناطق عذرية لقطع ما فيها من أشجار وحرقها ثم زرعها بما لديهم من حبوب والتي تقتصر عادة على الذرة أو الرز. ولكن تنامي عدد السكان يجعل النظام سيئ جدا. يعمل مركز بيليز لدراسة البيئة مع المجتمعات الهندية للبحث عن خيارات بديلة. يمكن أن نذهب إلى أعماق غابات المطر لحصاد منتجاتها وتسويقها لتعويض مداخيلهم عن زراعة الحرق والحرث الميلبا كما يسمونها.

عندما أذهب إلى هذه القرى لأرى ما هي عليه من حماس للقيام بأعمال يحافظون نمن خلالها على الطبيعة من حولهم لفترة أطول، أشعر حينها أ، ما أقوم به من عمل يستحق العناء.

لا يمكن لويل أو لمركز أبحاث البيئة في بلد مثل بيليز، أن يسمحوا للحكومة بتجاهل القرارات المثير للجدل المتعلقة باستخدام الأرض من قبل الشركات العالمية .

تعتبر زراعة الموز العماد الرئيسي للاقتصاد البيليزي، بل هي جزء من البنية الاقتصادية في أمريكا الوسطى بكاملها، ولكنها زراعة وحيدة أيضا، تجلب معها الكثير من المخاطر، فهي تهدد بأمراض تجتاح المزارع بكاملها. وهناك أنواع أخرى من المخاطر أيضا ذات طابع بيئي، قد نسميه بالانحلال البيئي.

سنرى مثلا بأن حقيبة البلاستيك هذه سوف تنتهي في النهر، وسوف تسير مع مجرى النهر لتصب في المحيط، حيث تنظر إليها السلاحف والحيوانات البحرية الأخرى وتعتقد أنها من القناديل البحرية، التي  تعيش عليها، فما أن تأكلها حتى تموت. يمكن لزراعة الموز أن تضمن الاستقرار ولكن على أصحاب المزارع أن يتصرفوا بمسؤولية أكبر.

إذا نظرت إلى ما ورائي سترى بأن صاحب هذه المزرعة بالتحديد لا يكن أي احترام للبيئة والكائنات البرية. قد تؤدي إزالة الأحراش من على ضفتي النهر إلى تآكل جدي في التربة. تمطر السماء كثيرا في هذه المنطقة، حتى أنك بعد المطر يمكن أ، ترى تدفق التربة مع المياه نحو النهر، ومعهما تتدفق كميات من المبيدات والسماد الذي صبت على الموز لحمايته. ينتهي الحال بكل هذه الأشياء التي تنزل إلى النهر بأن تصب في المحيط الذي نعتمد عليه جميعا.

المفيد في الأمر هو أن ويل ميهيا ليس وحده، فبفضل حماسه وسمعته الطيبة أخذ الهنود من السكان يستمعون إليه ويتناقلون آرائهم، ويكافحون من أجل حقهم في تقرير المصير، ورغبتهم في المحافظة على بلدهم الصغير والذي ما زال يسوده الاخضرار.

من بين الضغوط التي نتعرض لها اليوم دخول بعض الشركات الأجنبية إلى البلد للحصول على تسهيلات لها في بيليز. هذه مسألة حساسة جدا تثير الكثير من الجدل، على جميع سكان بيليز أن يواجهونها معا. هناك الكثير من الحوارات الجارية اليوم مع الشركات الماليزية الراغبة في المجيء إلى هنا لاقتلاع الأشجار في غاباتنا، ونحن قلقون جدا لأنهم يملكون أدوات كبيرة لا تقوم إلا باقتلاع الأشجار عشوائيا، خاصة وأن الشركات الماليزية تشتهر بقطع الأشجار عشوائيا. من سيدافع عن الكائنات البرية؟ ما هو مصير الحياة البرية هنا؟

هدفي على المدى البعيد هو رؤية تحسن ملحوظ في مستوى المعيشة ولكن ضمن ظروف نحافظ فيها على بيئة طبيعية تتميز بالصحة والعافية من حولنا. عندما أنجب أطفالا أريدهمأن يستمتعوا بالأشياء الجميلة نفسها التي أتمتع بها اليوم، كأن يذهبوا إلى جزر سناك ويسبحوا إلى جانب خرفان البحر والدلافين. أو الذهاب إلى غابات المطر لرؤية النمور تقفز فوق الجداول. لقد استمتعت بفرصة التأمل في هذه الأشياء، وأريد لطفي وجميع أطفال بيليز و العالم أجمع أن يأتون إلى هنا لرؤية هذه الأشياء.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster