اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أميركا اللاتينية منطقة التحوّلات الكبرى "مطران الفقراء" رئيساً للباراغواي
 

فرناندو لوغو

حقق اليسار مزيداً من الانتصارات في أميركا اللاتينية، إثر الانتخابات الرئاسية في الباراغواي، مسجّلاً فوزاً ساحقاً للمطران فرناندو لوغو (مطران الفقراء) على حزب الكولورادو، الذي حكم البلاد 61 عاماً بين دكتاتورية وديموقراطية، منها 35 عاماً من الاستبداد المطلق تحت حكم الدكتاتور اليميني الجنرال ألفريدو ستروسنر. واستطاع الأسقف لوغو (56 عاماً) على رأس التحالف الوطني من أجل التغيير، الفوز بـ41% من أصوات الناخبين مستهلاً بذلك انتصاراً لقوى التغيير المتصاعدة القوة والانتشار في سائر أنحاء أميركا اللاتينية، مما شكل اتساع موجة القيادات اليسارية في أرجاء القارة الجنوبية، وتزايد لعزلة الأنظمة اليمينية المؤيدة لواشنطن، مثل كولومبيا والمكسيك والسلفادور.

علّق الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز على هذا الانتصار قائلاً: «إن هذا الحدث يؤكد من جديد أن المنطقة أصبحت مركز التحوّلات الكبرى في العالم».

أما رئيس الأكوادور الاقتصادي رفائيل كوريا المناهض للنيوليبرالية فأعلن أن «ما حدث هو حجر آخر يدفن نهائياً النماذج المضرّة بالمنطقة». ويعني بذلك السياسات التقليدية الفاسدة، والنيوليبرالية التي جلبت الويل لشعوب أميركا اللاتينية. وصرح إيفو موراليس الرئيس البوليفي ساخراً: «إن محور الشرّ يتنامى» في إشارة إلى العبارة التي يستخدمها جورج بوش لوصف معارضي السياسة الأميركية.

إن موجة الانتصارات اليسارية في أميركا اللاتينية أخذت تحدث تحولات هائلة منذ عقد من الزمن بدءاً بوصول هوغو تشافيز إلى رئاسة فنزويلا، واستمرت بفوز رؤساء يساريون في البرازيل والأرجنتين، والباراغواي وتشيلي وبوليفيا والأكوادور وغواتيمالا ونيكاراغوا، وصولاً إلى الباراغواي في 21 نيسان من هذا العام، الذي زاد من الإحباط المتتالي لسياسة واشنطن وتساقط حلفائها، لتصبح أميركا اللاتينية ذات توجه يساري بنسبة 80%، واعدة بانهيار المعاقل اليمينية الأخرى المترنحة تحت ضغط الطبقات الشعبية الفقيرة الناقمة على السياسات التقليدية وإملاءات الامبريالية.

وقد علّق ميكائيل شيفتر من منظمة الحوار الأميركي في واشنطن: «إن نتائج الباراغواي تشكل برهاناً جديداً على أن الجغرافيا السياسية لأميركا اللاتينية قد تغيّرت بشكل أساسي»، ويصف رئيس الأكوادور كوريا التحوّل في الباراغواي بقوله: «إن انتصار الرفيق فرناندو لوغو هو أيضاً حجر آخر يؤسس لأميركا لاتينية عادلة، سيدة، مستقلة، ولمَ لا.. اشتراكية».

نهاية استئثار الطغمة

المطران فرناندو لوغو هو شخص باهر لأسباب عديدة. فاليمين الحاكم، حزب الكولورادو، مسيطر على البلاد بشكل كامل منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي بدءاً بحكم الدكتاتور ستروستر، وهي في الحقيقة أطول فترة حكم لحزب في العالم. ولكن على ضوء أحوال الباراغواي الفقيرة الواقعة في منتصف القارة الأميركية الجنوبية، فإن حزب الكولورادو لم يكن جيداً في قيادة البلاد، إذ إنها حالياً الأفقر والأقل نفوذاً والأكثر تجاهلاً، فمئات الآلاف من الشبان يغادرون البلاد بحثاً عن عمل، وخصوصاً في الأرجنتين والتشيلي والأوروغواي، والفساد يستشري في مختلف القطاعات، والفوارق الاجتماعية عميقة بين قلّة من الأغنياء وأكثرية تحت حافة الفقر أو المجاعة في بعض المناطق، والأراضي الزراعية مملوكة من قبل قلّة من الأغنياء، مع العلم أن البلاد غنية بالطاقة الكهرومائية، وفيها مجموعة من أكبر سدود العالم المائية لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي تزوّد البرازيل بـ1/5 من حاجاتها الكهربائية، كما أنها تزوّد الأرجنتين بالكهرباء، إلى جانب وجود نفط وغاز وأراضٍ زراعية خصبة ووفرة في المياه، ويبلغ تعداد سكانها 6 ملايين نسمة.

مطران الفقراء رئيساً للباراغواي

بدأت حياة فرناندو لوغو في قرية سان سولانو المعزولة، وهو الطفل الأصغر من عائلة متواضعة من خمسة أشقاء وشقيقة، وهي التي أعلن أنها ستصبح السيدة الأولى في الباراغواي. وقد انتقلت العائلة من تلك القرية إلى مدينة أنكارناسيون لكي يتابع الأولاد دروسهم.

في شوارع المدينة كان الطفل فرناندو يبيع المعجنات والقهوة للمارة في فترات العطلة، لتحسين الدخل العائلي. كان والده واخوته معارضين للدكتاتور ستروينر، وفي عام 1960 اعتقل ثلاثة من أشقائه وتم تعذيبهم قبل أن يُطردوا ولم يراهم فرناندو ثانية إلا بعد 23 سنة.

بعيداً عن السياسة كبر فرناندو تلميذاً مثابراً وصار يدرّس الأطفال في ضاحية المدينة المهمّشة لتحسين الوضع العائلي، وفي هذا الوسط المتديّن كان الشاب يقوم، إلى جانب دوره كمعلّم، بدور الكاهن. ينسب فرناندو نزعته الدينية إلى تلك الحقبة، وبالرغم من اعتراض أبيه الذي كان يحلم به محامياً، دخل فرناندو كلية اللاهوت بعمر 19 عاماً، ورسم كاهناً عام 1977، وسافر كمبشّر إلى الأكوادور، حيث مكث خمس سنوات وتعرف إلى «لاهوت التحرير» أو «الخيار الأفضل لمساعدة الفقراء»، وهو اسم آخر للعقيدة المسيحية التي نمت في أميركا اللاتينية أمام تحديات البؤس والظلم، والتي لعب أعضاءها دوراً بارزاً في النضالات الثورية في مختلف ساحات القارة، فأطلق على أتباعها من أعضاء الكنيسة لقب «الكهنة الحمر». ولوغو يعتبر واحداً منهم. حسب فرناندو لوغو، فإن سنوات الأكوادور هي التي حسمت عنده مضمون رسالته الكنيسة كـ«خادم اجتماعي».

بعد أقل من سنة على عودته إلى الباراغواي، طُرد فرناندو لوغو منها بعدما ظهرت في خطبه الدينية "لهجة معادية لستروسنر"، وأرسلته الكنيسة إلى روما، حيث بقي في الفاتيكان خمس سنوات، تابع فيها دراسته اللاهوتية، وعاد إلى العاصمة الباراغوانية، آسونسيون، ليصبح مستشاراً لمجمع الأساقفة.

عام 1994 عيّن مطراناً على مقاطعة سان بيدرو، أفقر مقاطعة في الباراغواي. خلال عقد من الزمن ساهم في تنظيم الفقراء وتوعيتهم، ووصل خلال عمله إلى قناعة مؤلمة عن «محدودية العمل الكنسي والرعوي في إنتاج تغيّرات بنيوية اقتصادية اجتماعية». في نهاية عام 2005، اجتمع مع مجموعة صغيرة للبحث في سبل خرق الحلقة المفرغة الباراغوانية هي النواة التي أسّست بعد سنة حركة «تيكوخوخا»، التي تعني بلغة الغوراني الهندية «العيش المتساوي». بعد سنة من البحث سلّمه رفاقه عريضة شعبية من مئة ألف مواطن يطالبونه بالترشح لرئاسة الجمهورية.

تصدّر تظاهرة حاشدة ضد تعديل الدستور للسماح بالتجديد للرئيس دوراثي، ويوم عيد الميلاد 2006 استقال فرناندو لوغو من المطرانية، وقرر دخول المعترك السياسي «الوسيلة الأنجع للتغيير» لأن الدستور يمنع رجال الدين من خوض الانتخابات.

أثارت الخطوة احتجاجات الطبقة السياسية التقليدية، وخصوصاً أن الفاتيكان تسرّع بتجميد فرناندو ورفض مبدأ الاستقالة لأسباب لاهوتية لها علاقة بطبيعة «التوكيل الإلهي» أيام قليلة قبل الاقتراع. ذكرت الكنيسة في الباراغواي، في محاولة لإرباكه، بأن فرناندو لوغو لا يزال مطراناً. كل التهديدات السياسية والتهديدات بالطعن، التي لم تتوقف، انهارت تلقائياً مع إعلان النتائج، وبقي الفاتيكان مع مأزقه اللاهوتي. وفي مقابلة صحافية بعد فوزه قدّم لوغو اعتذاراً للبابا على دخوله المعترك السياسي، وقال إنه يأمل بالعودة إلى منصبه كمطران بعد خمس سنوات هي مدة ولايته الرئاسية: «أحبّ الكنيسة، ولا أريد مغادرتها»، وأضاف: «لقد قرّرت أن أخدم بلادي كرئيس، وإذا كان ذلك يضايق الحبر الأعظم فإنني أرجو المعذرة والغفران».

ومع إعلان النتائج تحدث لوغو قائلاً: «إننا مؤمنون بأن الباراغواي لها الحق في آفاق جديدة، ونحن نشعر بذلك من خلال الآلام، ودموع الكثير من الأمهات، ومعاناة العديد من الشباب، ومآسي الكثيرين من الأطفال». لا يصنّف فرناندو لوغو، الذي أدّى دور الوسيط بين تيارات متنازعة في البلاد، نفسه يسارياً.. لكنه يشرح مطوّلاً عن المسيحية والتقدمية والاشتراكية. وقبل ستة أشهر قال في مقابلة سُئل خلالها عن حظوظه: "بعد العسكري هوغو تشافيز، والعامل لويس إيغناسيو لولا، والهندي إيفو موراليس، لم يعد ينقص إلاّ رجل دين". وهذا يظهر بجلاء أن التحولات التي تحدث في أميركا اللاتينية هي تحولات عميقة في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والدينية، وهذا يرسم مسيرة الخروج من عصو التخلّف والاستغلال والعبودية المادية والروحية باتجاه التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية لكافة شعوب المنطقة.

لاهوت التحرير

لاهوت التحرير أو «الاختيار التفضيلي من أجل الفقراء». بفضل لاهوتيي التحرير، تأكد في عام 1968، في «مديلين» كولومبيا أثناء الاجتماع الاستثنائي لأسقافة القارة بمجموعها المجلس الأسقفي لأميركا اللاتينية، استناداً إلى خلفيات لاهوت التحرير في تاريخ الكنيسة الحديث، تتركز الأسس العقائدية على أن: رجال الدين دورهم في العالم أن يخدموه، لا أن يحكموه. يجب التخلّي عمّا يملكون، لا لمساعدة الفقراء فقط، بل ليصبحوا فقراء بين الفقراء. فقراء بأعمق معاني الكلمة، مضطهدين فيزيائياً من قبل الطبقات الحاكمة، ومستلبين روحياً من قبل الأيديولوجيا المسيطرة. ومن هذا الموقع يناضلون لرفع الظلم وتحرير الإنسان.

هذا الاختيار التفضيلي للفقراء، حرّر الوهم القائل: الوهم الذي ضمن، باسم الحياد السياسي للدين، وباسم المحبة، تقتيل الهنود، واسترقاق الزنوج، وتقسيم العالم بين قلّة من الميسورين وكثرة من المستغِلّين.

قراءة لاهوتيي التحرير، قراءة من «تحت»، أي انطلاقاً من المستعبدين الذين يعملون ويتألمون ويعيشون ويموتون دون أن يعلموا جدوى عملهم، وعذابهم، وموتهم. بالنسبة إلى هؤلاء، المستقبل هو الأمل الوحيد «البعث» أي المرور من الموت إلى الحياة الحقيقية: الحياة التي لها معنى.

يعيش لاهوتيّ التحرير، لا بالانكباب والحنو عليهم، وإنما بأن يصبح واحداً منهم، بأن يقاسمهم وجودهم وآلامهم، يعيش لاهوتيته لا كحرفة ليبرالية، وإنما كشهادة مناضلة على الرسالة التي من أجلها واجه يسوع الموت. لذلك فإن المهمة هي في النضال ضد الظلم بكافة أشكاله، والانحياز للمظلومين، الذين كان المسيح وتلامذته منهم.

يرى الأب غستافو غوتيريس في كتابه «لاهوت التحرير»: لن يحكم علينا بصدد حبّنا للآخرين، لا بقانون، ولا بحكمة، حتى ولا بإيمان يتفتح عن عمل كالذي يحدده يسوع: إطعام الجائعين، كسوة العراة، إيواء الغرباء "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي الصغار فبي فعلتموه" (متّى ـ 25، 40).

يقول الأب غوتيريس، إن هذا الإعلان يتحقق انطلاقاً من الخيار التفضيلي من أجل الفقراء: النضال ضد كل ظلم وسلب واستغلال، الانخراط في خلق مجتمع أعظم إخاءً وإنسانية، إذذاك نحيا محبة الأب ونشهد عليها. ويضيف: الذين يسخّرون الإنجيل لخدمة الأقوياء، هم وحدهم الذين يرون في ذلك نزعة «التقليص السياسي».

كادر

قراءة لاهوتيي التحرير، قراءة من «تحت»، أي انطلاقاً من المستعبدين الذين يعملون ويتألمون ويعيشون ويموتون دون أن يعلموا جدوى عملهم، وعذابهم، وموتهم. بالنسبة إلى هؤلاء، المستقبل هو الأمل الوحيد «البعث» أي المرور من الموت إلى الحياة الحقيقية: الحياة التي لها معنى

 كادر

لاهوت التحرير أو «الاختيار التفضيلي من أجل الفقراء». بفضل لاهوتيي التحرير، تأكد في عام 1968، في "مديلين" كولومبيا أثناء الاجتماع الاستثنائي لأساقفة القارة بمجموعها المجلس الأسقفي لأميركا اللاتينية، استناداً إلى خلفيات لاهوت التحرير في تاريخ الكنيسة الحديث، تتركز الأسس العقائدية على أن: رجال الدين دورهم في العالم أن يخدموه، لا أن يحكموه

--------------------انتهت.

د. غالب نور الدين، لبنان منزل:9615410162
                                                   عيادة: 9615557354
                       بريد الكتروني:gnoureddine61@yahoo.com

  الكاتب:

تحولات العدد 34

  المصدر:

22 تموز 2008

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster