اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 أمة الإسلام
 

لويس فرخان

لو كان موسى هنا بين اليهود وعيسى بين المسيحيين ومحمد بين المسلمين لحل السلام في العالم، المشكلة هي أن موسى ليس هنا وعيسى ليس هنا ومحمد ليس هنا.

أمة الإسلام منظمة يقودها القس لويس فرخان، وهي من أقوى حركات السود الدينية في العالم.

  مئات الآلاف من الأمريكيين السود يعتبرونه مخلصهم المنتظر، الذي جاء ينقذهم من حكم البيض العنصري. وقد أعلن يوما أنه أخطر إنسان في أمريكا، كما انتشر الخوف من فرخان ليبلغ بريطانيا، حيث منع من دخولها منذ عام ستة وثمانين، لادعاءات تتهمه بالعنصرية ضد البيض ومعاداة السامية.

          والحقيقة أنه حين شارك أتباع أمة الإسلام في التحريات الجارية حول مقتل المراهق الأسود ستيفن لورنس في لندن، أثار حضورهم ردود فعل صحفية كتلك التي يعامل بها الإرهابيين والعنصريين من اليمين المتطرف.

حين ينهض أحد السود، ليهدد سيادة البيض، تتولد ردة فعل حمقاء تقول يا إلهي، لقد جاء هذا ليدمر عالمنا. لا، لقد جاء هذا الرجل، ليدمر الفكرة الفاشية التي جعلت منك إبليسا.

          أمريكا تعلن حربها السرية على الإسلام. أحيانا ما تكون مغلقة وأحيانا أخرى معلنة، ولكنها لا تريد الحياة للإسلام.

قصة أمة الإسلام وكيف تحول شخص مثل لويس فرخان زعيمها، الذي نشأ في الخمسينات ليلتقي على الطريق بشخصيات بارزة كالحاج محمد، ومالكوم إكس، ومحمد علي. أدت النزاعات الداخلية إلى نشوء منظمات متنوعة على غرار مجموعتي الخمسة بالمائة، التي انفصلت على الأمة، ومنظمة الفهود السود.

          انطلقت أمة الاسلام عام ألف وتسعمائة وثلاثون، ولكن جذورها تغوص عميقا تضرب عميقا في أربعمائة عام من التاريخ الأمريكي. تاريخ من الإبعاد القسري عن أفريقيا، وعبور قاس عبر الأطلسي، وأكواخ العبودية والتنكيل والعنف والموت على أيدي الحكام البيض.

          هاجر بين عامي عشرة وعشرين فقد ما يقارب النصف مليون أسود إلى مدن مثل شيكاغو هربا من البؤس والعنصرية في الجنوب، ليجدوا هناك نفس العنصرية والعنف الذي ظنوا انهم تركوه وراءهم. كانوا يبحثون عن مخرج ليجدوه في حل قدمه لهم شاب عربي من مكة يسمونه و. د. فرض، أو فَرض محمد، الذي كان يبيع الأقمشة مشيا على الأقدام في ديترويد، فأخذ يدعو السكان السود لاعتناق الإسلام.

 

 علم بعض الأفارقة الأمريكيين شيئا عن الإسلام. ما يؤكده الكثير من أتباع أمة الإسلام أن مجيئه هو بالمعلومات مسألة حاسمة.

برز من بين تلامذة فرض محمد فقير من الجنوب عرف بإليجا بول، وقد سمي لاحقا بالحاج محمد تقربا من الرسول.

 استلهم مؤسسي أمة الإسلام وجهتهم السياسية والاقتصادية من ماركوس غارفي و الجمعية العالمية لتحسين السود.

          كان غارفي زعيم أكبر منظمة للسود في أمريكا وقد روج لكرامة العنصر الأسود ودعا للتنمية الاقتصادية للسود، وقد تركت حركته بصمات على جيل بكامله من الشبان السود.

خرجت مظاهرة لماركوس غارفي وجيشه الراكب على ظهور الخيل. كانوا رجالا عمالقة يمتطون الجياد ويحملون السيوف.

أيا كان عمق التعاليم التي قدمها فرض محمد، إلا أن تلميذه الحاج محمد نشر الدعوة لتأسيس حركة دينية للأمريكيين الأفارقة.

سيد محمد يدعو الى انفصال السود وتأسيس ولاية خاصة بهم.

فهو يعتبر،  هذا الانفصال ضروري جدا، لقد عاشوا في أمريكا طوال أربعمائة عام، وقد خدموا أسيادهم المستعبدين على أكمل وجه إلى ما يقارب المائة عام. وقد حان الوقت الآن للحصول على شيء خاص بهم يدفعهم الإيمان بالله للمطالبة به.

 كانت نظرية الحاج محمد المفاجئة حينها تنطلق من مواقفه الخطيرة تجاه العرق الأبيض.

يعتبر الإنسان الأبيض شرير بطبيعته. لقد جبل بالشر في طبيعته. لهذا يعتبر الإنسان الأبيض إبليس.

يأخذ البعض على الأمة ادعائها نشوء الإنسان الأبيض على يد عالم موهوب أسود اسمه يعقوب. وأن  الهدف من نشأته أن يحكم العالم لستة آلاف العام وقد انتهى عصره. وهناك إصرار على تمسك زعيم الأمة بهذه النظرية.

ليس هذا مجرد ادعاء لاهوتي لا يعتمد على أسس الرياضيات والعلوم. لتوضع كل المشاعر جانبا والتحدث في الأمر علميا. يمكن أن يثبت للعالم بأن العنصر الأبيض قد نشأ منهم. وقد ولد منهم لحكمة إلهية، الهدف منها معرفة ما إذا كان الخير والشر يتساويان.

فاز الحاج محمد بقلوب وعقول آلاف مؤلفة من المسيحيين السابقين الذين اعتنقوا الإسلام على يده. إلا أن ادعائه بأن فرض محمد كان تجسيدا لله خلقت شرخا مباشرا بين حركة الأمة والمسلمين في العالم.

يعتقد أن أمة الإسلام هي مجموعة متأسلمة وليست إسلامية متأصلة، أي أنها تتمسك بعناصر جزئية من الإسلام، على اعتبار أنها إلى جانب تمسكها بالإسلام تنزع إلى بعض من مفاهيم التقمص.

أيا كانت أصالتها اللاهوتية تمكنت الأمة في أواسط الخمسينات من إجراء تحول في اقتصاد السود عبر تنامي شبكة مخازنها الكبرى ومصابغها وأفرانها ومزارع أبقارها. ولكن مع بروز مالكوم إكس من خلال إدارته لمسجد أمة الإسلام في نيويورك أخذت الحركة تنمو وتزدهر.

مع انضمامه إلى الحركة شعر مالكوم بالحاجة إلى صحيفة ما، تعبر عن تعاليم الحاج محمد، وهكذا عمل بمفرده على إعداد صحيفة محمد سبيش، ليصبح بذلك الناطق بلسان الحاج محمد.

إقامة الجوامع من أفكار مالكوم، وخروج الشبان لنشر الدعوة من أفكاره، وإذا تأملت في تعاليمه عند وصوله والتعاليم التي أخذ يدعو إليها فيما بعد ستجد أن الدروس بقيت على حالها، ولكن المفاهيم التي اكتسبها من المعلم وسعت أطر الأمة إلى ما هي عليه اليوم.

ولكن كفاءات مالكوم لا تقتصر على براعته في التنظيم، فقد تمتع بشهرة واسعة، كما جلب الكثيرين لاعتناق الإسلام عبر قدراته الخطابية.

أمريكا بنية أعدت للبيض. لا حقيقة لما يدعونه من حرية للسود في ذلك البلد،  لا حقيقة لما يدعونه من عدالة للسود في ذلك البلد، لا حقيقة لما يدعونه من مساواة للسود في ذلك البلد، انه بلد للبيض وحدهم.

كان لويس فرخان حينها مطربا في أحد النوادي الليلية. ولكن مالكوم إكس ساهم في تغيير حياته إلى الأبد.

وقد ذكر فرخان بان مالكوم إكس كان صلة الوصل التي جمعته بالحاج محمد الفاضل، وبالمعلم فرض محمد، وبالإسلام.

القس لويس والقس مالكوم كانا على علاقة جيدة حين كان القس لويس تلميذا. كان يعتبر الأخ مالكوم مثله الأعلى،  كما كان الأخ مالكوم يثق كليا بقدرات القس لويس التبشيرية.

عندما تحدث القس فرخان أمام أتباع الأمة في نيويورك، فاجأت خطاباته أكثر الفرقاء جذرية في أوساط الأمة.

يعتبرلويس فرخان ان الإنسان الأبيض كائن غريب عن الإنسان الأسود، أساليبه غريبة،وتصرفاته غريبة، وطبيعته غريبة عنهم.

كان يتحدث عن البيض، بطريقة تدب الرعب في الصدور.

كان محمد علي أيضا من بين المشاهير الذي تأثروا بمالكوم إكس، الذي دعاه لحضور اجتماع للحركة عام واحد وستين قبل فترة من تتويجه لأول مرة بطلا للعالم. اعتنق محمد علي الإسلام رغم اغراءات الشهرة وبقي مخلصا للحاج محمد.

اعتبرمحمد علي هذا الاسم  هو اسمه الحقيقي أما كاسي كلاي فهو اسم العبودية وأنه لم يعد من العبيد.

 استاء الأمريكيين البيض من تخلي محمد علي عن اسمه الأصلي. مع أن سلوكه في ظروف الستينات العنصرية كان طبيعي جدا.

يقول البعض أن حركة مارتن لوثر كينغ السلمية ساهمت بإحراز الحقوق المدنية، ولكن العنف العنصري لم يتوقف في أوساط البيض، أدى ذلك إلى انضمام المزيد من السود إلى أمة الإسلام ومالكوم إكس.

اعتبر مالكوم إكس انه لا يمكن اكتساب الحرية إلا بالاقتراع، أو الرصاص. لا يمكن إحراز الحرية بطريقة أخرى. لن يقبل من أحد مطالبة السود بوقف العنف دون مطالبة البيض بوقف العنف.

قال مالكوم أن الأبيض هو الشر وقد أراكم ذلك مارتن. لأنكم حين ترونهم يطلقون الكلاب ورائكم، تدركون مصير مارتن. لقد رأيتم ذلك بأنفسهم، كان من السهل أن نقول نعم. إنهم أشرار فعلا. كانوا يضربون الناس فعلا.

 ساهم وضوح الرؤية السياسة لدى مالكوم إكس بكسبه مكانة لدى الحاج محمد، وقد بلغ ذلك حدا جعل زعيم الحركة يمنحه منصب المندوب الوطني الجديد عام ثلاثة وستين. بدا العالم بين يدي مالكوم  حتى انقلبت الأمور بعد أشهر من ذلك.

          عندما اغتيل الرئيس جون إف كندي منع الحاج محمد قساوسته من التحدث علنا. ولكن مالكوم إكس لم يقاوم إغراء تشبيه موت كندي بإيواء الدجاجة قبل ذبحها. فجمدت عضويته في الحركة.

أبلغوه بأنه جمد لثلاثة أشهر، ولكنه لم يصدق معتبرا أنه سيعود بعد ثلاثة أشهر.

جاء اغتيال كندي ليعزز التوتر القائم بين مالكوم وزعيم الحركة. تزعزعت ثقة مالكوم بزعيمه بعد انتشار شائعات عن علاقة غير مشروعة له بإحدى العاملات معه.

          تكشفت هذه النزاعات بعد انزعاج مالكوم من المساومة على مضامين تعاليمه.

قال مالكوم أن الزعماء لا يرتكبون أخطاء لأنهم زعماء. وبعد ذلك غير تعاليمه، وبدأ يقول أننا نقيس الزعماء بوضع الصواب في كفة والخطأ في كفة أخرى لنرى أي منهما ترجح. لكن هذا ينطبق على شخص مثلي، ينطبق على الجميع وليس على الزعماء وحدهم.

بما أن الأمر يتعلق بالزعيم قرر فرخان ألا يتبع موقف مالكوم.

انشق مالكوم إكس عن أمة الإسلام عام أربعة وستين، وعمل فورا على تأسيس منظمة خاصة به.

تعتبر حركة المسلمين السود من أقوى وأكثر الحركات إثارة للحيرة في الولايات المتحدة. وقد انشق عنها أحد أبرز زعمائها ليقود اليوم حركة مستقلة خاصة به تعرف باسم، الجامع الإسلامي المتحد.

كان هناك مجموعتان، المجموعة التي انشقت شكلت مجموعتين، الأولى إسلامية وهي تركز على التعاليم الدينية، والأخرى غير دينية وهي تعمل باسم منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية.

يعتقد أن تلك هي المنظمة التي يفترض أن تكون غطاءا لاجتماع العاملين من أجل الحقوق المدنية مع الشبان السود ممن لا يعرفون حقيقة ما يجري، ولكنهم يرغبون بالقيام بعمل ما. أي أنها تجمع الجميع باسمها. منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية أي أنها لا تشمل الدين.

 اراد مالكوم منظمة لا أحد في المدينة يحبها.  منظمة مستعدة للقيام بعمل ما. أي نوع من الأعمال. ليست أعمالا تناسب الزعيم  بل  تناسبهم بكل الوسائل اللازمة.

  رأى الكثير منطقا في الانضمام إلى منظمة أفريقية أمريكية، تدعو لإقامة جبهة متحدة في الكفاح لتحرير البلد.

اعتبر مالكوم انه لا يمكن المطالبة بالكرامة الإنسانية حتى يتم التخلص أولا من الأسباب التي تعيق كرامتهم. ولا يقف في طريق حريتهم وكرامتهم الإنسانية، لا أحد يقف في طريقهم إلا أبيض اللون أزرق العينين.

أدت نجاح مالكوم إكس وتمسكه بحقوق المواطنين السود إلى اكتسابه العداءات. حتى من بين الذين بقوا على إخلاصهم للزعيم، الذين أزعجهم انضمامه إلى المذهب السني في طريقه إلى الحج في مكة.

كان مالكوم إكس قد بعث برسالة إلى امريكا من مكة أثناء قيامه بأداء فريضة الحج، قال  فيها أنه رأى في مكة كل الأعراق البشرية من أبيض البيض إلى أشد السود سوادا، ويبدو أن هذا ما أزعج الحاج محمد لأن هذا ما يلغي مبررات تعاليمه، لهذا أخذوا يكيدون ويحيكون المكائد المؤامرات ولكنهم لم ينجحوا بحمد الله.

مع ازدياد الأزمة تعقيدا حاول أحد المخلصين تحذيره من المخاطر.

 في عيد العشاق من عام خمسة وستين بدأت أسوأ مخاوف عبد الرزاق تتجسد عندما تعرضت عائلة مالكوم في هارلم لإلقاء القنابل. طلب مالكوم على الفور من الإف بي أي إجراء التحريات اللازمة. بعد أسبوع من ذلك عقد مالكوم اجتماعا لمنظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية في قاعة أودوبوم في نيويورك. وفجأة ثارت حالة من الفوضى فأطلق النار على مالكوم من قبل ثلاثة شبان سود.

  قتل رميا بالرصاص عندما سمع عبد الرازق إطلاق النار خرج إليه ليشاهد الروح تغادر الجسد فقال لقد مات.  

           سادت بعد مقتل مالكوم إكس أجواء حزن لم يسبق لها مثيل.

لقد كافح من أجل جميع الأمريكيين السود. لقد أثبت للبيض مكانته، وفرض احترامه. لقد عرضوا عليه الانضمام إلى جامعات البيض الكبرى من برينسيتون وغيرها لأنهم أجبروا على احترامه أيضا.

طرح السؤال من هو المسؤول عن مقتل مالكوم إكس؟

يقول البعض سلطات البيض في أمريكا وراء مقتله مع أنهم يدعون بأن أخوته السود دبروا اغتياله ولكنهم وراء ذلك.

أي ان سلطات البيض في أمريكا تعرف أن موت مالكوم إكس أكثر فائدة لها من بقائه على قيد الحياة.

ولكن يبدو أن الأدلة أعدت لاتهام حركة الأمة، حتى أنه تم اعتقال أحد الرماة وهو تالمادج إكس في موقع الجريمة. وقد اتهم مع اثنين من أتباع الزعيم وحكم عليهم بالسجن المؤبد. إلا أن أمة الإسلام وأتباعها والعديد من الأوساط الأمريكية برأت الحاج محمد لتوجه إصبع الاتهام إلى حكومة الولايات المتحدة.

ما تدعيه الصحف من أنه ألقى القنابل على منزله بنفسه طروحات سخيفة. لم يكن لديه تأمين على الأثاث أو المنزل أو ما شابه. وهناك من يدعي الآن أنه أطلق النار على نفسه.

كان عزيز من الشبان الثلاثة الذي سجنوا بتهمة قتل مالكوم. وقد تم كشف عبر ملفات فتحتها الإف بي أي مؤخرا أنه تعرض للتجنيد، ما يعزز النظرية القائلة بأن السلطات الأمريكية قد أسكتت مالكوم لما كان يتمتع به من مواقف وشعبية خطيرة.

يعتقد ان سفره إلى أفريقيا وعلاقاته مع  الثوار الأفارقة، وصداقاته مع تشي غيفارا ومحمد بابو، يقال بأنه أصبح أشد خطورة لما له من روابط بالشيوعية بيل إبتون.

          أي أن كل هذه العلاقات، وقدراته على تحريك الحشود جعلته يشكل تهديدا خطيرا.

ألقى مالكوم خطابا بعنوان الاقتراع او الرصاص. هذا ما أصدر حكم الإعدام بحقه. لأنه تخلى عن البرنامج الديني، ليتحدث عن الثورة.

لقد أعدم مالكوم إكس على يد الحكومة الأمريكية، لدب الرعب في قلوب الذين يعتقدون بأنهم سيعيدون كتابة التاريخ.

دعي القس لويس فرخان بعد موت مالكوم لمتابعة مسجد نيويورك. فأثيرت شائعات تحرض على اتهامه بالتورط في قتله. ولكن فرخان كان يرفض ذلك باستمرار.

عام سبعة وستين وبعد عامين من ذلك رقي فرخان ليتولى المنصب الذي أعد خصيصا لمالكوم إكس،  المندوب الوطني. وهو يعتقد أن الزعيم كان يعده لقيادة أمة الإسلام منذ تلك الفترة.

مالكوم إكس قد مات، ولكن أفكاره الثورية المتعلقة بالسود بقيت منتشرة في الشوارع. المبادئ السبعة عشر التي تألف منها برنامج الوحدة الأفريقية الأمريكية، اعتنقت من قبل جيل جديد من النشطاء السود، حيث احتشد  أشدهم التزاما في منظمة الفهود السود، التي تعتبر الأعمق ثورية بين السود في الولايات المتحدة.

اعتبر برنامج المبادئ السبعة عشر التي حددها مالكوم في الوحدة الأفريقية الأمريكية برنامجا شاملا. فهو يعالج كل القضايا التي تواجه المواطنين السود في الستينات والسبعينات وحتىهذا اليوم. كالتعليم والإسكان وفرص العمل لهذا أصبح من الضروري حينها السير على خطى مالكوم. لهذا توصلوا إلى برنامج النقاط العشر في تموز يوليو من عام ستة وستين.

وأخيرا انقضت الإف بي أي على عمليات الفهود السود. ولكن من المنظمات التي تأثرت بأفكار مالكوم وبقيت على الحياة هي فرع من الأمة أسسه كلارينس ثيرتين إكس سميث، والمعروف بلقب خمسة بالمائة.

يعتمد الخمسة بالمائة على تعاليم الاستقامة لدى الفقراء،  وهو لا يؤمن بتعاليم العشرة بالمائة، الذين هو المستعبدين الأثرياء الذين يقنعون الفقراء بادعاء يقول أن الله بعظمته وأمجاده قد سمح لهم باستعباد الفقراء وامتصاص دمهم واستغلالهم. أما الخمسة وثمانون بالمائة، فهم فاقدي الحضارة، أي الغالبية، الذين يسهل دفعهم في الاتجاه الخاطئ، بينما يصعب دفعهم في الاتجاه الصحيح.

قد يبدو للوهلة الأولى أن العلاقة بين الخمسة بالمائة وأمة الإسلام متوترة. ولكن سميث الذي كان عضوا في مسجد مالكوم في هارليم، يعتمد في غالبية تعاليمه على تلك القادمة من الزعيم. علما أن ترجمة سميث التقليدية لرسائل الزعيم تسبب التوتر.

  لهذا لم يكن من المفاجئ أن ينشق سميث عن الأمة، ليؤسس الخمسة بالمائة، وأطلق على نفسه لقب إلهي، وانطلق برسالته إلى الناس الذين اعتبرهم بأمس الحاجة إليه. وهم الشبان السود في شوارع هارليم.

ما كنت ترى المسلمين في السينما، كان يمنع الأفلام عنهم، ومنعهم عن المراقص. هذه هي الأماكن التي تجد الشبان فيها. هم اليوم في السينمات والمراقص وهم في علب الليل وأوكار المخدرات من الذي سيعلمهم. من سيعلمهم؟

كانوا يقدمون الدروس، للناس العاديين، قبل انضمامهم رسميا إلى أمة الإسلام.  وبما أنهم كانوا يعطون الدروس التي تعتبر نصوصا مقدسة، لهذا يقال أنهم يرتكبون هرطقات تزيف وتحرف تعاليم أمة الإسلام.

تختلف تعاليم الخمسة بالمائة جذريا عن أمة الإسلام.

الزعيم ليس إنسان مقدس، وأمة الإسلام على الأرض من البشر وليست من الملائكة. لهذا قد ترى أتباع خمسة بالمائة يدخنون ويحتسون البيرة، ليسأل البعض ما الفرق بين الخمسة بالمائة والمسلمين والجواب هو أن المسلم الحقيقي لا يدخن ولا يحتسي البيرة، ويتعاطى المخدرات.  أما أتباع الخمسة بالمائة فهم يدخنون ويحتسون البيرة ويتعاطون إنها الحقيقة.

قتل الأب الروحي رميا بالرصاص عام تسعة وستين.

تعيش الخمسة بالمائة على ثقافة الشوارع الأمريكية حتى أنها ساهمت في التوصل إلى أدوات ابتكار وتوجيه أحد أكثر المذاهب الموسيقية حيوية في الثمانينات، وهي موسيقى هيب هوب.

يعتقد أنهم أسسوا  ثقافة هيب هوب.  سواء ركزوا على العدالة والإنصاف، أو العلاقة بين الأبيض والأسود والنظرة إلى المجتمع. يمكن أن ترى عموما تأثير الخمسة بالمائة هناك.

يدركون بأنهم من السود العظماء، وأنهم ينتمون إلى أمة عظيمة، هذه هي الرسالة التي يحملونها معهم.

يعتقد أن الهيب هوب،  ما زال صوت المجهولين. كما يعتقد، أنه يميل بشدة نحو نفسية الشاب الأسود.

 في هذه الأثناء ورغم الشك والريبة استمرت أمة الإسلام في النمو والانتشار طوال عقد السبعينات.

أدى استمرار أعمال العنف المشحونة بالتوتر العنصري المنتشر في أرجاء أمريكا والتي تجسدت باغتيال مارتن لوثر كينغ، أدت إلى تعزيز مكان أمة الإسلام وجعلها تصبح خيار طبيعي لجميع المواطنين السود العاديين والمشاهير على حد سواء.

تحول محمد علي في السبعينات إلى بطل العالم الذي يتحدث باسم الامركيين السود الفقراء والمحرومين، ذلك أن الثروة والشهرة لم يؤثرا على ولائه للإسلام.

ما يؤخذ على الحاج محمد هو ما يقوله من أن البيض أشرار من أتباع إبليس هل تؤيد قوله؟

كان محمد علي يؤيد ذلك ويقول: عليهم أن يثبتوا بأنهم ليسوا أشرار. تاريخهم هو تاريخ الشر، لا يمكن أن تعتدي وتنتهك وتقتل وتحرق وتخصي الرجال وتغتصب نساءه لأربعمائة عاما وتستعبده وتسرقه وتسيء معاملته وتلقي القنابل في أرجاء العالم وتنشر الأذى حيثما حللت، ثم تقول أنك لست إبليس؟ عليك أن تثبت ذلك أولا.

توفي الحاج محمد في الخامس والعشرين من شباط فبراير من عام خمسة وسبعين وعشية مؤتمر يوم الخلاص السنوي.

 بعد  المؤتمر جاء القس المسيحي جيسي جاكسون يرثي الإنسان الذي قال بأنه تعلم منه الكثير.

كان يدرك أن القوة الذاتية، أشد أهمية من القوتين الاقتصادية والسياسية. وأنك إذا تسلحت بالقوة الذاتية، يمكنك إحراز القوة الاقتصادية.

رغم النجاح والمكانة في بنيته لم يتولى لويس فرخان زعامة أمة الإسلام التي كانت من نصيب أحد أبناء الزعيم الذي لقب إمام ولاس دين ووعد بالسير على خطى تعاليم والده.

 وما جرى في الواقع هو أنه أثناء السير برفات الزعيم نحو مثواه الأخير بدأ ولاس يسير بأمة الإسلام نحو الإسلام الأصيل.

يذكر أن والاس، ابن الزعيم منع جميع الكتب التي أصدرها والده. ثم أنزل صورته عن جدار المبنى الذي قام ببنائه. هذا ما فعله ولاس.

شجع ولاس الفردية بين أتباعه وبحثهم عن هوية جديدة خاصة بهم.

 أعاد ولاس تسمية الأمة بالمجتمع العالمي للإسلام في الغرب، ثم غير الاسم للبعثة الإسلامية الأمريكية. ولكن مسيرته نحو الإسلام الأصيل لم يتلقى الترحيب في العالم.

كان فرخان الضحية الكبرى لثورة ولاس، فقد انتقل من مندوب وطني يقود مشاريع تساوي ملايين الدولارات ليصبح مجرد قس في مسجد صغير في شيكاغو. ويقول الآن أنه استفاد جدا من تلك التجربة المتواضعة.

 شن فرخان حملة للعودة إلى الأسس، فأعاد تشكيل أمة الإسلام وصحيفتها النداء الأخير في الجانب الغربي من شيكاغو. ثم عاود بناء المشاريع الاقتصادية التي باعها ولاس. تعاظمت الأمة في الثمانينات عندما حصل فرخان على استراحة هامة إثر ترشح صديقه القديم القس جيسي جاكسون للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي.

اعتبر فرخان أن الوقت قد حان لدعم القس جاكسون. فوقف إلى جانبه ودعم حملته، قدم الدعم المالي لحملته الانتخابية، واعتبر ذلك تجربة هامة.

 ولكنهما بعد فترة وجيزا اختلفا على بعض الأمور حتى بدأ جيسي جاكسون ينأ بنفسه عن تشويه الصحافة لسمعة فرخان لطروحاته المعادية لليهود والبيض.

لم يقل لويس أن اليهودية ديانة قذرة، بل قال ممارسة الأكاذيب والسرقة والقتل والخداع، واستغلال اسم الله المقدس للتستر على ديانة الحثالة، لم يعني ديانة الكتب السماوية بل يعني الممارسات القذرة بالتستر وراء اسم الله المقدس.

تمكن لويس فرخان عبر تحسين أدائه الخطابي من التحول إلى صوت الأفارقة الأمريكيين، وكابوس الأمريكيين البيض.

 وهكذا أخذ فرخان يستمتع بأمجاده الخصية، مع أن البعض يشكك في ولائه لتعاليم المؤسس. عام ستة وثمانون قام بعض المخلصين بتشكيل ائتلاف يحتفل بذكرى الحاج محمد.

استمرت أمة الإسلام على مدار الثمانينات والتسعينات في متابعة أعمالها التقليدية في اقتلاع الآفات اجتماعية من أوساط السود. تعتمد أمة الإسلام عبر مقرها في واشنطن على وكالة أمنية تساهم في تخليص مناطق السكان السود من أعمال العنف وترويج المخدرات في جميع أرجاء أمريكا. كما تعتمد الأمة على وكالتها الأمنية في تأمين شبكة من المساكن لإيواء المشردين ومساعدة المصابين بالإيدز،  ما جعلها تكتسب تدريجيا احترام سلطات الأمريكيين البيض التي فشلت في حل هذه المشاكل في الماضي.

في تشرين أول أكتوبر من عام خمسة وتسعين شهدت واشنطن حدثا يؤكد مستوى الشعبية والتأييد الذي أصبح ينعم به لويس فرخان. فقد قام بمساعدة بين شافيس المعاون السابق لمارتن لوثر كينغ الذي تخلى عن ثلاثين عاما من دوره كقس مسيحي لينضم إلى أمة الإسلام، قام فرخان بتنظيم مسيرة المليون.

 نظمت مسيرة المليون للتكفير عن الذنوب والتآلف وتحمل المسؤوليات، لجعل المواطن الأسود في أمريكا يتحمل المسؤولية للقضاء على الجريمة ويتولى المسؤولية للتخلص من المخدرات ويتحمل المسؤولية لرعاية أبنائه لا يمكن السماح  لشخص آخر برعاية أبنائه.

أكدت مسيرة المليون  مكانة فرخان في أوساط العمال من المواطنين السود. ولكن الأشد إثارة هو المشاركة الشاملة للسود من الطبقة الوسطى.

تواجه الغالبية من هؤلاء السود ظاهرة تعرف بالسقف الزجاجي، وهي تكمن في وجود حد  لنمو وتطور السود على السلم المهني في أي شركة أمريكية.  ولا شك أن الغضب قد تملك العديد منهم. لهذا وجدوا في فرخان نوعا من رجع الصدى، القادر على التعبير علنا عن ضيمهم، وما لا يستطيعون البوح به.

شكلت مسيرة المليون نجاحا إعلاميا منقطع النظير أحرزه لويس فرخان في مجال العلاقات العامة. ولكن هذه المناسبة لم تجنبه أيضا عواقب ادعاءات تتهمه بالعنصرية ومعاداة السامية. رغم إصراره على أنهم قد أساءوا تفسير أقواله عبر زعماء اليهود المتنفذين ووسائل إعلامهم، لأنه تجرأ على ترويج التضامن بين السود والاعتراض على هيمنة البيض.

يقول لويس فرخان ان صحافتهم تشوه الأمة قائلة أنه قس الغضب وقس الكراهية ومعاداة السامية. مع أنه ليس هكذا. لقد أدرك أنه عند قول الحقيقة يختفي الزيف. وإذا كانت سيادة البيض قائمة على الحق، سوف تبقى، أما إذا كانت فكرة خاطئة سوف تسقط.

رغم الانتقادات ما زالت نداءات لويس فرخان آخذة بالنمو على المستوى الدولي وليس على نطاق السود الناطقين بالإنجليزية وحدهم. فقد أسست أمة الاسلام مؤخرا مسجدا لاتينيا في يونكر نيويورك، وهي تعمل الآن على إقامة آخر في باريس. كما بدأت عملياتها في بريطانيا عام تسعين حتى أصبحت تملك ثلاثة جوامع في لندن وحدها.

          سافر وفد كبير من المؤمنين البريطانيين إلى شيكاغو للمشاركة في احتفالات يوم المخلص مع أبناء جلدتهم الأفارقة الأمريكيين.

ولكن رغم التهافت الواضح على نداءات لويس فرخان في بريطانيا إلا أنه منع من دخول البلد منذ عام ستة وثمانين، بحجة ما تدعيه السلطات هناك من أن وجوده لن يكون في المصلحة العامة.

ولماذا تعتبر أشرطته المسموعة والمرئية والأكثر مبيعا في شوارع لندن؟ لأن الناس متعطشون يتوقون للكلمة، لأن الناس يتوقون ويتعطشون لمعرفة الحقيقة.

وكان وزير الداخلية البريطاني جاك سترو قد صعد المنع ضد القس فرخان. ولكن هناك مسألة ستبقى واضحة سواء سمح له بالدخول أم لا، وهي أن رسالة أمة الإسلام أخذت تصل إلى أعداد متزايدة من المواطنين السود في أرجاء العالم.

يطالب لويس فرخان بأن ينعموا بالحرية. ولا يعتقد أن هناك يهوديا يحترم نفسه، ويتقبل ممارسة هذه الدرجة من التحكم بتطلعات أتباع ديانته. لهذا لن يسمح لأحد، على الإطلاق، بممارسة هذا النوع من التحكم على قدراتهم في التفكير والإعلان عن أفكارهم، والأداء، بما تمليه عليهم  مشاعرهم، ليكونوا على ما شاء الله لهم.

كما يقول لويس فرخان بانه عليهم أن يحتجوا أمام الجميع ضمن برنامج مكافحة التجسس الأمريكية لأنه لا بد من إصدار عفو يشمل الذين في السجون وإلا، وإلا. هم لا يضعوا القوانين، إلا إذا كانوا مسلحين كما يفترض أن يكونوا.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster