اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 القدس في التاريخ وفي الاستراتيجية
 

القدس

على ابواب الالفية الثالثة، يطرح مصير القدس كسؤال، ليتماثل السؤال اياه مع نظير طرح نفسه على ابواب الالفية الثانية المنصرمة، عندما كان المشروع الصهيوني على عتبة الفكرة وعلى ابواب الجغرافية الفلسطينية ايضا.

وما بين المشروع / الفكرة، والمشروع / الدولة، ومع ما يعني ذلك من تحول وتطور المشروع الصهيوني من الاطار النظري الى الواقع العملي، ما فتئ العرب (والمسلمون) مستشعرين على قلق السؤال وتشعباته الصعبة، وخلفياته وابعاده الاصعب:

كيف سقطت فلسطين؟

وكيف سقطت القدس؟

كيف نسترجع فلسطين؟

وكيف نسترجع القدس؟

ان هذا السؤال المركب، يعيد الطرق الى ذاكرة بديهيات القضية، هل القدس عربية الهوية، وعربية الاصل والنسب والحسب والجذر؟ وماذا يعني بقاء القدس محتلة؟ وماذا يعني تحريرها؟؟

انطلاقا من هذين السؤالين، سوف احاول في هذه القراءة مقاربة هوية القدس، وتاليا، موقعها في عالم الاستراتيجيا.

 

في البداية، لا بد من العروج الى جملة الاسماء التي حملتها مدينة القدس، تاريخيا، ولا مناص هنا، من الاخذ باجماع المؤرخين الذين توافقوا على تعاقب الاسماء التالية:

أ ـ يبوس

ب ـ اورساليم

ج ـ اور سالم

د ـ ايلياء

هـ ـ اورشاليم

و ـ القدس.

ان هذه الاسماء، لم يخرج المؤرخون وفقهاء اللغة، عن ردها الى الجذر الكنعاني، (ما عدا القدس) فيبوس، هو اقدم الاسماء ويستمد معناه من اليبوسيين بناة القدس، وهم قوم هاجروا من الجزيرة العربية في المدى الزمني المتفاوت بين القرن الثامن عشر والقرن العشرين قبل الميلاد.

واسم يبوس عرف حضورا في الكتابات المصرية القديمة، وجاء في صيغة ”يابثي“ وهو تحريف واضح بسبب اختلاف اللغة، كما ان الاسم عينه، ورد في التوراة، وتحديدا في سفر التكوين، حيث ذكر بان يبوس من ولد كنعان، وفي سفر القضاة، ورد ان يبوس هي اورشاليم.

واذ اتفق المؤرخون على اورساليم، اور سالم، تعني مدينة السلام، او مكان السلام، وهما اسمان كنعانيان، فان المفارقة التي يسعى التفسير اليهودي للتاريخ، ان يتجاوزها، تكمن في الملوك الذين حكموا اورسالم او اورساليم ففي رسائل تل العمارنة، جاء ان الملك عبد خيبا، ملك اورشاليم، طلب من الفرعون المصري اخناتون، مساعدته على صد الغزوات عن ملكه، ذلك في العام 1350 قبل الميلاد، واما في التوراة فقد ورد اسم ملكي صادق الذي فتح ابواب مدينة اورشاليم للنبي ابراهيم (ع) مثلما جاء في سفر التكوين وذلك في القرن العشرين قبل الميلاد.

واما اسم ايلياء، والذي اطلق على المدينة في العهد الروماني، فالواضح انه من ايل، والذي يعني الله في اللغة الكنعانية ايضا.

خلاصة ما يمكن قوله هنا، ان تعاقب الاسماء العربية، على القدس، يحدد هويتها العربية وعروبتها ايضا، الا ان السؤال الذي يمكن طرحه هنا، هل مرت القدس بمرحلة تهويد، او محطة تهويد في تاريخها الطويل؟؟

الاجابة ايضا على هذا السؤال، تفترض استكشاف التاريخ، وعليه لا بد من تسليط الضوء على الحقبات التاريخية التي شهدتها القدس منذ القرن العشرين قبل الميلاد، وهذا التاريخ الذي يكاد المؤرخون ان يتفقوا حوله وكونه اولى الحقبات التاريخية المدونة والذي ورد خلالها اسم ملكي صادق، اول ملوك المدينة المعروفين، وعليه تخضع الحقبات التاريخية للمدينة للتالي:

1 ـ الحقبة الاولى: وهي الفترة الممتدة بين القرن العشرين، والقرن الثالث عشر قبل الميلاد، والمدينة كانت كنعانية صافية ونقية في كنعانيتها.

2 ـ الحقبة الثانية: في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وحسب التوراة نفسها، ان الاسرائيليين في زمن يوشع بن نون وهو تلميذ النبي موسى عليه السلام، حاولوا طرد اليبوسيين منها، الا انهم فشلوا في ذلك فاستوطنوها معهم.

3 ـ ما بين القرن الثالث عشر والقرن السادس الميلادي، كانت المدينة عمورية وتعاقب على غزوها الاشوريون والبابليون والاغريق وحسب التوراة ايضا وحسبما جاء في سفر حزقيال ” ابوك عموري وامك حثية“. في معرض مخاطبة حزقيال للمدينة، أي القدس.

4 ـ المرحلة اليونانية: وهي متداخلة الى حد بعيد مع المرحلة السابقة، وفي هذه المرحلة المختلف على دقة تاريخها من حيث بدايته، تحولت المدينة الى الثقافة الهللينية اليونانية، اقيم فيها معابد لالهة اليونان مثل زيوس واولمبوس، وانتشرت فيها الثقافة والديانة اليونانية.

5 ـ المرحلة الرومانية، وتلي المرحلة اليونانية، واذ بقيت المعابد اليونانية قائمة في المدينة، فان المعابد الرومانية جاورتها.

6 ـ بعد المرحلة الرومانية، جاءت المرحلة العربية، في القرن السابع الميلادي، وانقطعت مؤقتا خلال فترة الاحتلال الصليبي، ولتستعيد المدينة بعد ذلك، اسلامها وعروبتها، وقد يكون من الاهمية الاشارة في معرض تحقيق التاريخ المقدسي، الى مسألتين:

الاولى: انه بين القرن الثالث عشر والسادس قبل الميلاد، شهت القدس غزوات عدة/، الاغريق والفرس والاشوريين والبابليين.

الثانية: ان اليهود الذين كانوا يستوطنون المدينة، طردوا منها خلال الحملات، اليونانية والرومانية والاشورية والبابلية.

على اية حال، يتضح مما تقدم ان القدس يغلب على تاريخها واقع يهودي، وثمة اراء عدة لمؤرخين، تؤكد، ان مملكة داوود وسليمان عليهما السلام، لم تكن اكثر من حصن داخل المدينة، فيما كان اليهود وغير اليهود يعيشون في المدينة ذاتها.

والاهم من ذلك، انه بعد انتهاء السبي البابلي على يد الملك الفارسي قورش، والذي سمح لليهود بالعودة الى المدينة، فضل هؤلاء البقاء في بلاد ما بين النهرين، الامر الذي يدل على عدم قداسة المدينة عند اليهود، وبعد موت سليمان عليه السلام لم تضم سوى سبطين من اليهود، بينما الاسباط العشرة الباقية سكنت مع الكنعانيين.

ان خلاصة الكلام السابق، موجزها التالي:

1ـ ان المدينة لم تحمل ابدا اسما عبريا.

2ـ ان المدينة عربية (او كنعانية) التأسيس واول ملوكها المعروفين ملكي صادق.

3ـ ان ثقافات عدة تعاقبت على المدينة، وبسطت حضورها فيما الثقافة اليهودية لم يكن لها وجود يذكر، وعلماء الاثار لم يكتشفوا حتى الان اثارا يهودية في المدينة، وخصوصا بما يتعلق بالهيكل.

4ـ ان قداسة المدينة بالنسبة لليهود، امر يتراوح بين الشك وعدم القداسة، وهناك نصوص في التوراة تصف المدينة بانها غريبة.

5ـ ان الزعم بيهودية القدس، خاضع لمنطق التفسير اليهودي للتاريخ، ولمنطق سياسي محض يقوم على ثنائية الحلف الغربي ـ اليهودي.

 

القدس في الاستراتيجية

هنا انتقال الى محطة ثانية في هذه القراءة، وفي البداية لا بد من المرور عن المحطات التالية:

1 ـ ان القدس تقع داخل الحضارات القديمة بل في قلبها.

2ـ انها احد مواقع التصادم التقليدي بين السياسات الدولية، القديمة والراهنة.

3ـ انها تعرضت للتخريب والتدمير 16 مرة.

4ـ ان القدس ومن خلالها فلسطين، هي المسافة الفاصلة او الواصلة بين بلاد الشام وبلاد النيل، أي قلب العالم العربي وبالتالي، هي المسافة الفاصلة او الواصلة بين شرق الوطن العربي ومغربه.

 

ان هذا الموقع والتاريخ للقدس وفلسطين تعيد راهن التحليل السياسي حول المشروع الصهيوني ـ الغربي الى بداياته، او الى اواليته، القائلة بان فصل بلا الشام عن وادي النيل يدخل في سياق اعاقة التكامل الجغرافي العربي او وحدته، من خلال التحول الذي طرأ على الفكر الاستعماري والذي استعاض عن استيطان الرجل الابيض في المنطقة بالرجل اليهودي.

هنا ايضا تقع على مسألتين في غاية الاهمية:

الاولى: حلول الرجل اليهودي مكان الرجل الابيض، انما مع البقاء على فكرة الاستعمار العسكري المباشر مع تغيير وجوهها واشخاصها.

الثانية: ترسيخ الفواصل السياسية والجغرافية بين المشرق والمغرب العربيين، وقد يكون من المناسب في هذه القراءة العودة الى منتصف القرن التاسع عشر، وتحديدا في العام 1840 للوقوف جليا امام هذه النقطة، وحيث لم يكن المشروع الصهيوني قد ظهر في اطاره النظري بعد.

ففي ذلك العام أي 1840، وجه وزير الخارجية البريطانية اللورد بالمرستون، رسالة الى السلطنة العثمانية، يسهب فيها في تبيان مخاطر حملة محمد علي باشا على بلاد الشام، وفي هذه الرسالة يقول بالمرستون، ”ان تشجيع اليهود للعودة الى فلسطين، ووجودهم الدائم هناك، يقطع المخططات الشريرة لمحمد علي وخلفائه“.

اذا.. وجود الدولة اليهودية على المستوى النظري، وكموقع استراتيجي للغرب سابق لتبلور المشروع الصهيوني في الاطار النظري المتمثل في مؤتمر بال في سويسرا، ذلك ان المشروع يخضع كليا للاستراتيجيات الغربية على مستوى الوطن العربي برمته.

وتأسيسا على ذلك، يمكن الان ان ندخل في خريطة احتمالات تحرير القدس وفلسطين وما تنطوي على معان ودلالات، هي:

1ـ ان استرجاع القدس وتاليا فلسطين، يعني سقوط اخر المعاقل العسكرية الاستعمارية المباشرة في المنطقة، وربما في العالم..

2ـ ان القدس تأخذ مكانة الجوهر في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، واستعادتها كجغرافيا فقط، تعني سقوط البناء النظري والتاريخي والسياسي للدولة اليهودية الحديثة.

3ـ ان استرجاع القدس وتاليا فلسطين يعيد الاعتبار الى التواصل الجغرافي بين بلاد الشام وبلاد النيل.

4ـ ان خروج اسرائيل من المنطقة، يعني تحويل البحر الاحمر، الى بحر عربي بالكامل، فهذا البحر الذي يبدأ بالشاطئ الصومالي، يمر بجيبوتي، وارتيريا، والسوادن ومصر وعلى الضفة الاخرى فلسطين والاردن والسعودية واليمن.

5ـ ايضا، ان تحرير القدس، وبما يعني اسقاط البناء الايديولوجي لـ اسرائيل، يعني خروج او سقوط اهم القواعد والمعاقل العسكرية الغربية التي تتشعب مهماتها الى التموقع بالقرب من حقول النفط العربية، المعتبرة عصب العالم الصناعي، هذا بالاضافة الى السيادة الكاملة على قناة السويس.

تلك هي الابعاد الاستراتيجية لاستعادة القدس، والابعاد الاستراتيجية لاحتلالها، ويبقى القول بان المرجعيات الاحتلالية التي تعتمدها اسرائيل لابقاء سيطرتها على القدس تتلخص بالتالي:

1ـ التفسير اليهودي للتاريخ.

2ـ تهويد الزمان والمكان.

3ـ تغيير النابع الديموغرافي، أي التهويد الديموغرافي.

4ـ تجاهل القرارات الدولية المدنية للاحتلال او التي لا تعترف به، ومن ضمنها القرار 242.

5ـ الاعتماد على القوة العسكرية.

6ـ نسج شبكة علاقات دولية. ترفد القوة الاسرائيلية بقوى سياسية ودبلوماسية وعسكرية اضافية.

ما العمل حيال ذلك؟؟

انه السؤال الصعب والسؤال الاستراتيجي في آن، وعلى ما اعتقد، ان مجرد المطالبة العربية باستعادة القدس، وبعروبتها، يشكل في هذه المرحلة، سلاحا لا يستهان به على الاطلاق، فهذه المطالبة تعني تسليط سيوف الشك على البناء النظري ليهودية القدس وللمشروع الصهيوني، واذا ادركنا، ان مجمل عملية التسوية تنهض على شحذ الاعتراف العربي بـ اسرائيل، ندرك اهمية المطالبة العربية المستمرة بالقدس، فهناك تشكيك دائم وتهديد دائم، وقلق وجودي دائم لـ اسرائيل ولمشروعها ولمصيرها

--------------------انتهت.

توفيق شومان

  الكاتب:

تلفزيون المقاومة (http://www.moqawama.tv)

  المصدر:

...

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 المحتويات

 الرئيسية

 أعد حديثاً

 تكنولوجيا

 إنسانيات

 علوم

 رياضة

 أي قانون

 منوعات

 عالم البيئة

 فرضيات

 منتدى الحوار

 مؤلفات

 خريطة الموقع

 ذاكرة كالحلم؟؟

 ...

 
 

 ابحث في الموقع


 
 

 أبواب إضافية

 دليل الصحافة العربية

 لحظات في صور

 نشاطات مختلفة

 فلسطين - فنزويلا

 تعلم الإسبانية

 المعتقلون الخمسة

 صفحة توفيق شومان

 صفحة حسني الحايك

 متفرقات مقتبسة

 روابط مختارة

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster