اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 باكستان - افغانستان: تمام العداء ماضياً وراهناً
 

 

 

تبدو العلاقات الباكستانية - الأفغانية في ظاهرها التناقضي الحالي، سياقاً تاريخياً طبيعياً، ضبطته حال عدائية تقليدية منذ انفصال باكستان عن الهند في العام 1947، وباستثناء المرحلة التي سيطرت فيها حركة "طالبان" على كابول في العام 1996 ولغاية ما قبل تفجيرات نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر الماضي شكّل الفراق السياسي بين افغانستان وباكستان عنواناً وحيداً لنمط العلاقة المتنافرة بين الطرفين، وبانكسار جسور الترابط بعد التفجيرات السابقة الذكر، تكون العلاقة الثنائية بين كابول واسلام أباد قد عادت الى نصابها التناقضي.

اولى معالم الفراق بين الدولتين الجارتين استمدت عناصرها من أسبقية افغانستان ككيان سياسي صاغته قومية الباشتون في القرن الثامن عشر، واكتملت جغرافيته في القرن التاسع عشر، في حين ان باكستان كان امامها مهلة انتظارية لغاية منتصف القرن العشرين حتى تلتقط تعبيرها الكياني، وطبقاً لهذه الأسبقية وجد الأفغان انفسهم في مرتبة تعلو جيرانهم على مستوى التحقق والتبلور السياسيين، فهم دخلوا الى عصبة الأمم في العام 1934 ووقعوا اول معاهدة دولية تنظم علاقاتهم الخارجية في العام 1921 مع الاتحاد السوفياتي.

وحين راحت العدوى الاستقلالية تضرب المزاج السياسي لمسلمي باكستان، تطلعت افغانستان الجارة الى حصة جغرافية قد تنالها من مرحلة ما بعد تقسيم الهند، فراحت تطالب بضم منطقة الحدود الغربية الشمالية حيث تقطن جماعات الباشتون المعروفة باكستانياً بإقليم باتان، على ان هذه المطالبة كان لها المفعول الدائم لتسميم العلاقات الثنائية، وعلى الرغم من مشاركة باشتون باكستان بالثورة ضد الهند الموحدة وسعيهم لاقامة دولة خاصة بمسلمي شبه القارة الهندية، فإن باشتون افغانستان التزموا الحياد المطلق تجاه الفعل الاستقلالي الباكستاني.

وبعد استقلال باكستان، ودخولها في حروب مدمرة مع الهند أودت بملايين الباكستانيين والهنود ارتأى سياسيو باكستان الدخول في تحالف مع الولايات المتحدة قبالة التحالف بين الهند والاتحاد السوفياتي، وهنا كان لا بد للسياستين الافغانية والباكستانية ان تطرّفا بالاستعداء البيني ومقابل دخول واشنطن على الخط الباكستاني دخلت موسكو على الخط الافغاني، بالرغم من النظام الملكي الحاكم في كابول، وعلى هذا الاساس بدأت المساعدات السوفياتية تتدفق على افغانستان ابتداءً من العام 1950 وذلك بعد توقيع اتفاقية اقتصادية بين موسكو وكابول، وفي العام 1952 تم توقيع اتفاقية اخرى أعقبتها اتفاقية ثالثة في العام 1955 وكان العام الأخير بداية لمساعدات سوفياتية متعددة المشارب تلت زيارة نيكيتا خروتشوف لافغانستان.

وفي منتصف الخمسينيات ايضاً قدّم الاتحاد السوفياتي قرضاً لافغانستان بمليون دولار واسهمت موسكو ببناء مطار كابول وتعبيد ممر سالانغ الذي يربط العاصمة الافغانية بالحدود السوفياتية آنذاك.

ودعم الاتحاد السوفياتي افغانستان في مطالب الأخيرة بمنطقة الباشان الباكستانية وقدّم مساعدات عسكرية هامة للنظام الملكي كما ان ضباط الجيش الافغاني كانوا يتدربون في الاتحاد السوفياتي، وأول خطة اقتصادية افغانية (1956 - 1961) وضعها مستشارون سوفيات، وما بين الأعوام 1955 - 1965 تلقت كابول 552 مليون دولار من موسكو وبين 1965 و1977 تلقت 750 مليوناً، ولم يختلف الوضع في مرحلة الملك ظاهر شاه او خليفته محمد داود الذي اطاحه في العام 1973.

وبعد الانقلاب الشيوعي في العام 1978 دعمت باكستان المعارضة واثر الانسحاب السوفياتي في العام 1989 تعاقب الدعم الباكستاني ضد آخر مظاهر الحكم الشيوعي. واذ عارضت باكستان بعد ذلك نظام برهان الدين رباني ودعمت قلب الدين حكمتيار، فإنها استعدت الاخير لتدعم بديله الملا محمد عمر وليقع الفراق مجدداً مع الملا عمر بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن.

افغانستان وباكستان كأن علاقتهما مستمدة من معادلة التوازي الرياضية خطان لا يلتقيان .

(جريدة الانتقاد الأسبوعية – لبنان)

 

--------------------انتهت.

توفيق شومان

  الكاتب:

بوابة العرب (http://www.arabgate.org/)

  المصدر:

13 كانون ثاني - يناير 2004

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster