اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 اسطورة تقسيم العراق على يد الامريكان !!!!!
 

 

 

يسرني ان انقل اليكم اختصارا لمقالة كتبها ، توفيق شومان في صحيفة النهار و هي ترد على بعبع تقسيم العراق و الذي يلوح بخطره السادة المدافعين عن بقاء صدام حسين جاثما و احفاده على رقاب الشعب العراقي المبتلي .

 الموضوع :

 منذ الاجتياح العراقي للكويت في الثاني من آب 1990، ومقولة تقسيم الجغرافيا السياسية العراقية، تطغى على النص السياسي العربي الذي يتناول السيناريوهات المستقبلية لعراق ما بعد نظام الرئيس صدام حسين. غير ان ما يتجاوز العقد من السنوات، لم يفلح النص السياسي العربي في توكيد تنبئه التقسيمي على الرغم من واقع الحال العراقي المبعثر بين ”حكومة كردية مؤقتة“ في الشمال، ومنطقة خاضعة للحظر الجوي في الجنوب الشيعي، ووسط سنّي مُهلْهَل؟ في بغداد وحولها، وكل ذلك يطرح سؤالا من نوع: هل يريد الاميركيون بالفعل تقسيم العراق؟

 الاجابة عن هذا السؤال، تفترض بادئ ذي بدء، عودة سريعة للذاكرة الى عشرينات القرن الماضي، حين طرح مصير الشمال العراقي (الكردي) على بساط الاسئلة المصيرية المتراوحة بين إلحاق الشمال المذكور بالكيان العراقي الوليد او بالخارطة التركية الجديدة وارثة السلطنة العثمانية المنكسرة. و كان الجواب الاستراتيجي على الاسئلة الواردة آنفا قد استقر بأحد أجزائه على ضرورة التقليص الجغرافي لتركيا الحديثة التي تنطوي روحها على أبعاد امبراطورية حسب برنارد لويس.

 ولعل أكثر العناصر تعبيراً عن عدم دخول البعد التقسيمي للعراق في الاجندة الاميركية، ما تجلّى في السنوات العشر الاخيرة:

 أ الموقف السلبي الاميركي من انتفاضة الشيعة والأكراد في الجنوب والشمال العراقيين في العام 1991.

 ب التأنيب الاميركي الشهير للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، جرّاء موقف زوجته دانييل المتعاطفة مع القضية الكردية في العام 1992 (الاكراد يلقبونها ب”أميرة كردستان“.
 
 
ج الاعتراض الاميركي العلني على تصريحات رئيسة الوزراء التركية السابقة، طانسو تشيلر، في العام 1996، حين دعت علنا الى ضم كردستان العراقية الى تركيا.
 
 
عدم وجود اي موقف اميركي داعم لتقسيم العراق من جانب الادارات المتعاقبة منذ الغزو العراقي للكويت في الثاني من آب 1990.

 ان ”العراق الكبير“ يتطابق أمر بقائه مع السياسات والاستراتيجيات الاميركية في الشرق الاوسط، لاعتبارات أهمها:

 1 على المستوى التركي: ان تقسيم العراق من شأنه استيلاد دولة كردية تشير الحساسية التركية التقليدية وترتدّ سلباً على البناء السياسي والاجتماعي في تركيا، وبالإجمال، فإن إثارة الحساسية التركية مع كل ما تخلّفه من قلق أمني تخرج (الاشارة) عن سياق الاستراتيجية الاميركية التي تسوّق لنموذج الاسلام العلماني التركي، فضلا عن كون أنقرة إحدى أهم الحلقات الاقليمية التي أفظت على علاقة وطيدة مع القطب الاميركي طوال الخمسين سنة الماضية وارتبطت بالأحلاف العسكرية والامنية، التي رعتها او قادتها الولايات المتحدة (حلف بغداد الحلف المركزي الحلف الاطلسي).

 كما ان دولة كردية في الشمال العراقي محاصرة بحبال من العداء المطلق مع الجوار الاقليمي (إيران سوريا تركيا الوسط العراقي) تبدو فاقدة لقابلية الحياة، ولا يمكن مقارنة ولادة هذه الدولة مع ولادة اسرائيل ذات الوظائف الاستراتيجية على المستويين الاقليمي والدولي، التي تدفع الغرب الى حمايتها بصورة مباشرة ودائمة.

 2 على المستوى الايراني: بصرف النظر عن موقف طهران الداعي الى المحافظة على وحدة الاراضي العراقية، فان الادارة الاميركية، تدرج تقسيم العراق في خانة تقديم عوامل القوة لإيران، وفي ظل الاشتباك الايراني الاميركي المعنون ب”محور الشر“، يغدو إبعاد طهران عن العراق ولجم تأثيراتها عنه هدفا استراتيجيا أميركيا، قد يكون من الاستحالة تحقيقه بغير الحفاظ على عراق موحّد، وهذا ما جرى بالضبط في أفغانستان.

 3 على المستوى العربي: حين طرح الملك حسين مشروع إحياء ”التاج الهاشمي بين العراق والاردن في العام 1995، جوبه باعتراض أكثر الاطراف العربية تأثيراً في صناعة القرار الاقليمي، اي سوريا والسعودية ومصر، وان دلّ ذلك على شيء فإنه يدل على رفض الأقطار الثلاثة لأية متغيرات تطاول الخرائط العربية، فضلاً عن رفضها لأي دور يعملق الواقع الاردني، واذا ما تمّ النظر الى الاستراتيجية الاميركية القاضية بإقصاء مصر عن المشرق العربي، الامر الذي يعني انتفاء او انخفاض حجم التأثير المصري على الوضعية العراقية، وهذا ما ينطبق على سوريا الممنوعة من النفاذ الى النسيج العراقي لاصطدامها مع السياسات الاميركية الاقليمية، وأما السعودية، فهي بالأصل غير مطروحة لتأدية اي دور مستقبلي في العراق.
 
 
ما تقدّم، يُراد منه القول، ان تقسيم العراق بحاجة الى ارادتين، إرادة اقليمية، وإرادة اميركية، وكلاهما غير متوافر.

 فما هو راي أصحاب بعبع التقسيم و الذين لا يعلمون بان استخدام ذلك البعبع يصب في خانة تابيد الدكتاتورية متمثلة في هيمنة صدام و احفاده على سدة الحكم في العراق ؟ وما راي من يرى في الهجوم الامريكي فرصة تاريخية يجب اغتنامها للوصول الى عراق ديموقراطي حر ؟
 
 
و التحية للجميع .

--------------------انتهت.

توفيق شومان

  الكاتب:

شبكة هجر الثقافية (http://69.57.138.175/)

  المصدر:

18 تشرين أول - أكتوبر 2002

  تاريخ النشر:

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster