اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 عالم البحار 002
 

بونير

 

           تقع في أقصى  جنوب حوض الكاريبي، جزيرة تشتهر في نجاحها من الناحية البيئية. إنها بونير.

          تعتبر هذه الجزيرة من أبرز المناطق وقاية للحيد المرجاني في العالم أجمع.

          تعتبر حديقة بونير البحرية من أنجح الحدائق البحرية إدارة وأروع ملاذ للبحريات في العالم.

          سنتعرف اليوم إلى عدد من العلماء والمتخصصين في البيئة ومجموعات الحماية في مهرجان بونير للغطس.

          سنشارك في تنظيف الحيد، والندوات وغيرها من الأعمال الهادفة إلى تنمية الوعي حول أهمية الحيد المرجاني.

          سنتعرف إلى الأسباب التي تكمن وراء سوء العناية بالملاذ البحري في العالم، إلى حد يعرضها للخطر.

          سنتعرف على السبل التي ساعدت بونير في حماية أنظمة الصخور المرجانية الحساسة لديها.  

          وأخيرا سنحتفل بالألقاب والامتيازات التي حازت عليها حديقة بونير البحرية كحديقة وطنية لهولندا.

 =-=-=-=-

          تقع جزيرة بونير الهولندية في حوض الكاريبي على مسافة خمسين ميلا إلى الشمال من فنزويلا.

          بأوامر من الملك الاسباني فيرناندو الثاني، انطلق البحار والعالم أميرغو فيسبوشي في حملة لاستكشاف العالم الجديد.

          في أيار مايو من عام ألف وأربعمائة وتسعة وتسعين، كان فيسبوشي أول أوروبي يقوم بزيارة إلى منطقة من اليابسة النائية التي أطلق عليها لقب جزيرة بالو برازيل. أي عصا البرازيل.

          غزا الاسبان الجزيرة أولا، ومن بعدهم هولندا، ليطلق على الجزيرة فيما بعد لقب بونير.

          عام ألف وستمائة وتسعة وثلاثون، أصبحت بونير مستعمرة مزدهرة بحقول الذرة وإنتاج الملح ورعاية المواشي.

          وما زالت الجزيرة حتى اليوم منتج رئيسي للملح، مستخدمة تقنيات التبخير عمرها عدة قرون.

          تعتبر السياحة وتحديدا سياحة الغطس الصناعة الأساسية في الجزيرة، وموردها الرئيسي.

          يغطس في الجزيرة أكثر من خمسة وعشرين ألف غطاس في الجزيرة للتمتع بحيدها المرجاني الرائع.

          بلغت شهرتها في الغطس مستويات عالمية، إلى درجة إبرازها على لوحات السيارات المحلية.

سجل عام تسعة وتسعون ذكرى  مرور خمسمائة عام على أول زيارة أوروبية إلى بونير.

ولكن نهاية القرن تشكل مناسبة هامة أخرى في تاريخ الجزيرة.

          عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعون، أقيمت محمية طبيعية لحماية المخلوقات البحرية الجميلة المنتشرة على شواطئ الجزيرة.

          أقيمت حديقة بونير البحرية قبل عشرين عاما، وذلك لحماية موارد  المحيط الثمينة.

          حديقة بونير البحرية هي محمية تنتشر حول شواطئ الجزيرة، وهي تمتد من أعلى نقطة في الماء إلى عمق مائتي قدم تحت البحر.

          تأسست المحمية عام تسعة وسبعون بتمويل من صندوق البراري العالمي، وقد جاء ذلك تجاوبا مع قلق الناس على مصير الحيد، وما يتعرض له من ضغوط تنجم عن أعمال الغطس على وجه الخصوص.

يتمتع سكان الجزيرة ببعد نظر تجاه بيئتهم الطبيعية. لدينا قوانين تمنع الصيد العشوائي هنا تعود إلى عام واحد وسبعين، علما أن الصيد عام واحد وسبعين كان مقبولا حينها كما نقبل اليوم بالكاميرات تحت الماء. أي أن سكان الجزيرة يتمتعون بنظرة بعيدة المدى تجاه الجزيرة.

          تشتهر بونير في التزامها وبذل ما بوسعها لحماية البيئة  فوق الماء وتحته.

          كانت هذه أولى جزر الأنتيل الهولندية في إقامة حديقة وطنية.

          تجد البجعات الزهرية المعرضة للخطر ملاذا آمنا لها في إحدى مناطق التوالد القليلة الباقية لديها في الكاريبي.

          أقيمت الحديقة البحرية في بونير لحماية موارد المحيط من مضار السفن الراسية ومباني الشواطئ، والصيد المبالغ فيه، والتلوث.

          ولكن حسن إدارة الحديقة البحرية وتعزيزها من المهمات الصعبة والمكلفة. ولكن بونير تستخدم سبلا حديثة وبسيطة لتمول جهودها.

          كالي دي ماير     حين يأتي الغطاس إلى بونير يدفع عشر دولارات كاشتراك سنوي لزيارة حديقتها البحرية. أما سبب ذلك فهو بسيط جدا. عند نشوء الحديقة لأول مرة سجلت نجاحا باهرا طوال سنوات ثلاث لاعتمادها على تمويل خارجا وعند نفاذ هذا التمويل توقفت فعالية الإدارة. لتفادي حصول ذلك في المستقبل يساهم الغطاسون مباشرة في الحفاظ على الحيد من حول الجزيرة لأن ما يدفعونه من مال يذهب مباشرة إلى الحديقة البحرية.

          تعمل الحديقة البحرية مع متخصصين في الغطس من الجزيرة، للتأكد من حصول الغطاسين الجدد على توجيهات مناسبة تتعلق بتقنيات ودية تجاه الحيد.

          يتعرف صغار الجزيرة بأعمار مبكرة إلى عجائب ما تحت الماء، وذلك عبر برنامج يسمى، سلاحف بونير.

          يمنح برنامج الغطس هذا جميع أطفال الجزيرة نظرة أولية إلى أهم الموارد الطبيعية في بونير.

          من أهم توجيهات الحديقة البحرية حماية الحيد من الأضرار الناجمة عن رسو المراكب.

          تنتشر مجموعة كبيرة من الكريات الطافية  المثبة في الأرض من حول الجزيرة.

          تعتبر الصخور المرجانية حساسة جدا، يمكن أن تتعرض لأضرار جسيمة عبر مرساة المركب التي تحطم المرجان وتدمره. علما أن مساحة مرجانية قطرها متر واحد تحتاج إلى عشر سنوات لتنمو من جديد. أي أنها لا تنمو بسرعة وسهولة.

          قد لا يصدق المرء بأن الصخور المرجانية  هي أغنى وأكثر الأنظمة البيئية تنوعا على وجه الأرض، ومع ذلك فهي لا تحظى بالحماية اللازمة. وقد بادرت قلة من البلدان في منع الصيد العشوائي والتلوث، وتعليم الغطاسين سبل التقليل من الأضرار كما تفعل بونير اليوم.

          أعتقد أن توسيع الحديقة البحرية كي تشمل  المزيد من المناطق، مسألة بالغة الأهمية، فهذا ما نفعله على اليابسة منذ زمن بعيد، وهذا هو حال برنامج الحدائق المتبع مثلا في الولايات المتحدة. وهذا ما يجري منذ عدة سنوات، وعندما نخرج  لقضاء العطلة في البراري عادة ما نذهب إلى حديقة ما. لهذا لا ضير في تطبيق هذه الفكرة على البيئة البحرية، لحماية ما تحت الماء. إنها فكرة منطقية من وجهة نظري، وأعتقد أن قلة يمارسون ذلك اليوم.

          لا شك أن بونير تحولت إلى طليعة في حماية المياه المحيطة بالجزيرة رغم استمرار أعمال الصيد. إلا أن الخطوات المتخذة هنا تفصل الجزيرة عن العالم أجمع، من حيث احترام المرجان والنظام بشكل عام.

=-=-=-==

          عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعون نزل علماء البحرية ومجموعات حماية البيئة ومئات من الغطاسين إلى بونير للمشاركة في مهرجان الغطس الثالث فيها.

          اختيرت الجزيرة لشهرتها الطويلة في حماية البيئة من  قبل اتحاد الصخور المرجانية، لاستقبال ما تحول إلى المحفل الأهم لتعليم الغطس في حوض الكاريبي.

          يقدم المحفل للزوار فرص المشاركة في مجموعة واسعة من محاضرات حماية البيئة. وندوات التصوير، والأهم من هذا كله، الغطس.

          يقدم المهرجان للزوار فرصة للمشاركة في مسح للصيد  يوثق الأنواع المتعددة الهائلة في بونير.

          تساهم أعمال الغطس الهادفة للتنظيف في إزالة النفايات على أشكالها من الصخور المرجانية.

          نخب التنظيف. لا يمكن أن نبدد الفرص، تعرفون أن حجم هذا الشيء يوازي ثلاثة أضعاف حجمه الطبيعي تحت الماء.

لن تعود هذه الصخور المرجانية إلى ما كانت عليه أبدا. أعني أن علينا حماية ما لدينا، أرى من وجهة نظري ومن وجهة نظر أليس كما اعتقد أن  الحل الوحيد لهذه المشكلة هو التوعية. وأن الطريقة الوحدة للتوعية والتعليم هي المشاركة في هذه المهرجانات، والتعرف على ما يقوله الخبراء تجاه ما تتعرض له الصخور المرجانية في العالم، وما هي مشاريع الحماية الجارية اليوم. هذا ما يقودنا إلى حماية الصخور المرجانية. وإن لم نعتن بها اليوم لن يتمكن أحفادنا من معرفتها، بل سيقومون بالغطس فوق كتل من الإسمنت أو ما شابه ذلك.

          علينا أن نحمي الحيد المرجاني لأنه يختفي بأعداد هائلة، وإن لم نفعل الآن شيئا كما قال بيل، قد لا يتمكن أحفادنا من التمتع بها وهذا أمر محزن لا أتمنى أن يحصل أبدا.

          تحتشد اليوم أعداد كبيرة من خبراء البحرية وجمعيات حماية البيئة ومشاهير الغطاسين للمشاركة في مهرجانات الغطس التي تستمر أسبوعا كاملا.

          أما الجهة الداعية لهذا المهرجان فهي جمعية حيد الصخور المرجانية التي تختصر اسمها بكلمة كورال.

شارلز سيبورن.

          جمعية حماية الصخور المرجانية هي مؤسسة لا تسعى لتحقيق الربح، تتخذ بريكلي كليفورنيا مقرا لها، وهي تعمل إلى جانب منظمات أخرى لتطوير برامج حماية البيئة البحرية، وتستهدف منها على وجه الخصوص بيئة الصخور المرجانية.

          عندما قررت كورال أن تعلن مهرجان الغطس الأول عام سبعة وتسعين، كجزء من احتفالات السنة العالمية للصخور المرجانية، قررنا أن نبحث جيدا عن مكان مناسب نستطيع من خلاله تقديم استعراض جيد عن الغطس. ومنح إحساس جيد عن التزام الناس في الحماية. فما كان إلا إجماع واضح منا على اختيار بونير.

          أعتقد شخصيا أن مهرجان الغطس في بونير قد حقق نجاحا فريدا. هذه أول زيارة لي إلى هنا. وقد سررت جدا لحصولي على دعوة للحديث هنا. أعتقد أنها حملة دعائية فعالة لأن الحديقة ناجحة جدا. أسعدني أن أرى أعدادا كبيرة من الغطاسين، وقد لاحظت أضرارا قليلة تحت الماء رغم الأعداد الكبيرة من الغطاسين. أعتقد أن الفضل في ذلك يعود إلى أساتذة الغطس، وبرامج التوعية، وحملات التوجيه الجارية هنا، أثناء مهرجان الغطس وفي بونير بشكل عام.

          تعتبر بونير إحدى أهم أماكن الغطس في العالم.

          سفوح الجبل المغمور الذي هو الجزيرة مغطاة بصخور مرجانية عميقة لا مثيل لها في الكاريبي.

          تحتمي الحيوانات في حديقة بونير البحرية الغنية جدا بأنواع متعددة تنتشر في المنطقة.

          لم تتعرض الصخور المرجانية القريبة جدا من اليابسة للتلوث أو الاستغلال. كما أن القائمون على صناعة الغطس الموجه في الجزيرة يصرون على عدم حصول ذلك.

          تعتبر الصخور المرجانية جزء حيوي من بيئة المحيط، إذ أنها تشكل ملاذا لربع المخلوقات البحرية جميعها.

لا شك أنها من أبرز أشكال الحياة وأقدمها على وجه الأرض، فهي تأوي أكثر من أربعة آلاف نوع من الأسماك. وسبعمائة نوع من المرجان، وأنواع مختلفة من النباتات والحيوانات الأخرى.

هذا التنوع في البنية البيولوجية للصخور المرجانية تجعلها مورد طبيعي لا يقدر بثمن.

يلعب الحيد الصخري دورا في منع التآكل باعتباره حاجز طبيعي تتكسر عليه الأمواج.

كما يقدم الحيد الصخري مورد غذاء هام ودخل للملايين من الأفراد.

لا شك أن عالم البحار المحيط بجزيرة بونير يشكل نموذجا رائعا للبيئة البحرية السليمة.

ويتمتع الغطاس هنا بنفاذة فريدة يطل منها على هذا العالم البحري المميز.

          حين بدأت منظمة كورال قبل سنوات خمس، لاحظنا أن هناك جمهور بأعداد كبيرة، وهم أشخاص مميزون قادرون على التغيير في البيئة البحرية والصخور المرجانية، لأنهم من الذين قاموا بزيارتها، وتحديدا الغطاسون منهم ومن جاء مرة لزيارة بونير.

لا شك أن لهواة الغطس دورا في حماية البحار، وهم مجموعة فريدة لا يوجد منها في أمريكا الشمالية أكثر من خمسة ملايين شخص حملوا على ظهورهم خزانا وغاصوا تحت الماء. وهم القادرون على شرح ما يرونه لمئات الملايين ممن يسكنون هذا العالم.

          أعتقد أن للغطاس مسؤولية مميزة تكمن في إبلاغ الذين لا يغطسون من الناس أهمية حماية الشواطئ والبيئة البحرية. لا شك أن الغطس يشكل تجربة بصرية، وكي يدرك المرء ما يجري عليه أن يذهب للغطس، والتعرف على هذا العالم المختلف، الذي تتمتع قلة منا بالقدرة على الغوص ورؤيته، لنعود بعد ذلك ونحدث الآخرين ممن لا يغطسون.

          لا شك أن للعطاس دورا يلعبه في حماية الصخور المرجانية. العديد منا يتأمل في البحر ويرى مساحات شاسعة من المياه الداكنة. وهو مكان جميل مع أنهم لا يرون تنوع المخلوقات فيه والأسماك التي تحت الماء، كما لا يرون ما تتعرض له من تهديدات، ما يعني أن للغطاس وجهة نظر أوسع في هذا المجال.

          من الواضح أن الصخور المرجانية في العالم أجمع تواجه المشاكل، لأن مساحاتها تتقلص باستمرار، وإذا استمر الحال على ما هو عليه منذ ثلاثين عاما، سنجد صعوبة في العثور على صخور مرجانية سليمة خلال العقدين القادمين.

          إذا تأمل المرء بالبشرية كجزء من هذا الكوكب الحي، وما فيه من محيطات، ستجد أن كل ما يؤثر سلبا على الصخور المرجانية، التي ترتبط بكل ما يحيط بنا من عناصر، سيثر علينا سلبا في نهاية المطاف. الخطر يهدد مستقبلنا وليس مستقبل بعض الأسماك والأصداف، بل نخاطر بنظام دعم حياتنا.

=-=-=-=-=

           تغطي الصخور المرجانية في العالم أجمع مساحة أربعمائة ألف ميل مربع فقط. أي أنها توازي حجم ولايتي تكساس ونيوميكسيكو معا.

          وهي تغطي نسبة  أقل من ثلاثة أعشار من الواحد في المائة من أرض المحيط.

          ولكن بما أن أشكال الحياة في البحر تتطلب ضوء الشمس، فإن الصخور المرجانية الضحلة تمول ربع المخلوقات النباتية والحيوانية البحرية بالكامل.

          تتحدث التقديرات عن حوالي مليون سمكة ونبات ومخلوقات بحرية أخرى تعتبر الصخور المرجانية وطنا لها، وتعتمد عليها في غذائها اليومي.

          تشبيه الحيد الصخري بمدينة مزدحمة فيه تقليل من شأنه.

          ربما كانت الصخور المرجانية تستحق التشبيه أكثر بالجسم البشري، فرغم شبكتها المعقدة بالخلايا وأنسجة الأجسام المتنوعة،  تعتمد للبقاء على بعضها البعض.

          يؤدي تدمير أي جزء من الجسم أو تعريضه للأذى، يسبب معاناة للجسم بكامله.

          تمنح الحدائق البحرية من حول العالم الحماية لجزء صغير من أهم عناصر التوازن البيئي في المحيطات.

          وضمن هذه المحميات تتعزز حفنة صغيرة فقط وتنعم بالإدارة الفعالة فيها. 

          يمكن القول أن محميات الولايات المتحدة البحرية هي محميات للصيادين فقط. فهي لا تقدم أي حماية من الصيد مثلا، كما أنها لا تتحكم جيدا بالتلوث الذي يشكل التهديد الأكبر للحيد. في الواقع هناك حاجة أكبر لمحميات بحرية في العالم تتمتع بالرعاية الكاملة كما هو الحال في بونير. أعلن أقل من واحد بالمائة من المحيط مناطق محمية، وضمن هذه يمنع الصيد في مساحات ضئيلة جدا منها.

          بما أن العلماء يتعاملون مع الأمر بجدية، أرى من الموضوعية أن تتعافى الصخور المرجانية تماما من أضرار تنجم هن اصطدام المراكب بها، وأضرار الغطاسين والمراسي. طالما حافظنا على نقاوة المياه يمكن للصخور المرجانية أن تستعيد عافيتها كما سبق ورأينا في عدة أماكن.

          أنا متفائل جدا فيما يتعلق باعتراف الكائن البشري بحاجته  الماسة لحماية جمال الطبيعة والبراري  للسنوات القادمة. يبدو أني التقيت بالعديد من الأشخاص عبر البرامج التربوية، ودورات التصوير، أشخاص على صلة بالطبيعة، وتحديدا الطبيعة تحت الماء، على اعتبار أن هناك حاجة ماسة لهذه المسألة التي هي منطقية جدا.

          لا شك أن هناك عدد من المحميات البحرية في العالم وهذه مسألة رائعة ولكن من سوء الحظ أن تسعين بالمائة منها لا يتمتع بأي دعم، أو أي شكل من أشكال التمويل. لهذا فإن المحميات البحرية، تعتبر بالغة الأهمية ولكن المهم أيضا هو تمتعها بحسن الإدارة.

          رغم الأنباء السيئة التي انتشرت مؤخرا حول الصخور المرجانية، أشعر بالتفاؤل فيما يتعلق بمستقبلها. وهناك عدة أسباب تتعلق بذلك. لقد رأيت تحولا في التفكير ضمن بيئة وأجواء معينة كما جرى في أوساط الغطاسين، ما يعني أن هذا التغيير ممكن جدا.

          هناك حاجة ماسة لإقامة عدد من الحدائق البحرية عبر الكاريبي. المشكلة هنا هي أن أقل من ربع المحميات المعلنة اليوم تتمتع بإدارة فعالة. تحتاج الصخور المرجانية إلى مساعدتنا وحمايتنا إذا ما أرادت البقاء في القرن المقبل.

          سجل مهرجان الغطس في بونير عام تسعة وتسعين، منعطف تاريخي هام في حماية الصخور المرجانية. بعد عقود من الضغوط المستمرة على الحكومة الهولندية، منحت حديقة بونير البحرية لقب الحديقة الوطنية من قبل هولندا.

          لدينا حديقة وطنية.

                   نشعر اليوم بالفخر والاعتزاز، لأن حديقة بونير البحرية أصبحت حديقة وطنية. أعتقد أنه يستحق ذلك لأن الجزيرة تعمل في هذا الاتجاه منذ عشرين عاما، وهي تستحق هذا النوع من التقدير. إذا ما حصل شيء لا يليق بها اليوم أستطيع الوقوف ورفع الصوت عاليا بالقول كفى كفى إنها حديقة وطنية، وسيفهم الجميع ذلك بالفطرة. لم يعد هناك جدال حول هذه المسالة. أما بالنسبة لي فهذا يرقى بالحديقة البحرية إلى مستويات أرفع. عادة ما نتخذ نموذج في منطقة الكاريبي، وهذا اعتراف رسمي بهذا النموذج. والأهم من ذلك هو أني إن واجهت المصاعب هنا سأجد التمويل اللازم ليس من الجزيرة وحجها بل ومن الحكومة المركزية في هولندا، لأن هذا قد أصبح اليوم ثروة وطنية، وقد حصلنا على اعتراف بذلك.

          عندما تتأمل بالبحر تجد الكثير من الترابط فيه. لا يمكن أن تنظر إلى بونير منعزلة لتقول أن العمل فيها كان رائعا، وأنها حديقة بحرية جيدة لهذا قمنا بصنعها. لسنا من فعل ذلك، بل شاركنا في البداية فقط. الجميع يحتاج إلى  البدء انطلاقا من بيئته البحرية على طريقة بونير، لنتمكن هكذا من ضمان مستقبل حوض الكاريبي بكامله، وبعد ذلك ننطلق إلى العالم أجمع.

          يرافقني هذا المثال حيثما ذهبت في العالم، كنموذج واضح المعالم يستحق أن يحتذى به، أدرك الناس من خلاله ما يجب القيام به، بل وقاموا بالتنفيذ أيضا. لهذا أحب المجيء إلى هنا، وأفكر في إحضار حفيدي، على أمل أن يتمكن من إحضار حفيده في السنوات القادمة أيضا.

          تسهم الصخور المرجانية بجني الأموال وتوفيرها ضمن الاقتصاد العالمي.

          فهناك بلدان تجني أكثر من خمسين بالمائة من دخلها القومي عبر السياحة المتعلقة بالشواطئ والبحار لديها.

          أكثر من ربع الثروات الصيد التي تجمع سنويا في العالم تأتي من الصخور المرجانية.

          الدور الذي تلعبه في تصفية وتحويل النفايات وما تنتجه من رمال تحمي الشواطئ من التآكل، وتحمي البحار الأعاصير البحرية، لا تقدر بثمن.

          ستبقى بونير مثالا ناصعا ونموذجا لسبل حماية ما تبقى من الصخور المرجانية وأنظمتها البيئية.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster