اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 ملفات الإف بي أي - قاتل عارضات الأزياء
 

ملفات الإف بي أي

 تجلب أشعة الشمس على شواطئ جنوب فلوريدا أنواع كثيرة من البشر. تكثر عارضات الأزياء الشابات هنا على أمل أن يتم اكتشافهن.

        في شباط فبراير من عام أربعة وثمانين، تحولت الأحلام الوردية إلى كوابيس سوداوية، عند اختفاء عدد من الشابات. كانت تلك بداية لمجموعة من أعمال القتل الوحشية المخيفة التي انتشرت في أرجاء البلاد.

=-=-=-=-=

لفت الأنظار من وظائف عارضات الأزياء، ولكن عام أربعة وثمانين جعل هؤلاء الفتيات يلفت أنظار الرأي العام بطريقة رهيبة جدا، حين انتشرت في أرجاء البلاد حالة من الرعب، مع اختفاء فتيات في ربيع العمر، ليتم العثور على جثثهن وقد شوهت قبل القتل. معكم جيم كالستر مسؤول مكتب الإف بي أي السابق في نيويورك. عندما يتم التوصل إلى مشتبه، تبذل الإف بي أي مباشرة للتأكد من تورطه، وإلقاء القبض عليه.

(قاتل عارضات الأزياء.)

تحولت الأحلام الوردية لباث كانيون إلى ميتة قاتلة صبيحة الخامس من آذار مارس من عام أربعة وثمانين. انتهى حلم فتاة الثالثة والعشرين في أن تصبح عارضة أزياء، بعد أن بلغت المرحلة النهائية من تصفيات فلوريدا، وضاعت جميع آمالها. في اليوم التالي أبلغ والدي بات نبأ اختفائها لمركز الشرطة.

        وضعتها الشرطة هناك على لائحة المختفيات، وعلل غيابها برحيل الكثير من الفتيات في سنها لعدة أسباب دون إبلاغ العائلة.

        ولكن عائلة كانيون تعلم بان ابنتها ليست من النوع الذي يمكنه الاختفاء بهذه البساطة بعد أيام من الغياب. فاستأجروا التحري الخاص كان وداكير وابنه الذي يحمل الاسم نفسه للبحث عنها.

        قال والدي بات للتحري الخاص بأن ابنتهما تعمل مدرسة لدى الأطفال المهتزين عاطفيا. وأنها فتاة مسؤولة، تقيم علاقات متينة مع والديها.

.. وكان لديها موعد في تمام الساعة السادسة..

 وقد ذهب والدي بات للبحث في شقتها عن أي شيء يدل على مكانها، ولكنهما لم يعثرا إلا على دفتر للعناوين وألبوم للصور.

..بات تبدو هنا مع شاب هو صديقها التي كانت تخرج معه..

 بدأ التحريان بالعمل وهما لا يملكان إلا بضع صور لها ولحفنة من الأصدقاء.

        أخذ التحري وابنه يعملان على تقليص احتمالات وجود بات كانيون. تحدث التحري الشاب مع موظف في عامل محطة وقود بالقرب من المدرسة التي كان تعلم فيها بات. عرض عليه عدد من الصور. تعرف عامل المحطة على بات بسهولة، ولكنه تذكر شخصا آخر في الصورة أيضا، الشاب الذي كان معها عشية يوم اختفائها، وكان اسمه، كريستوفر وايلدر.

        في الحادي عشر من آذار مارس، وبعد ستة أيام من اختفاء بات، اتصل التحريان بوايلدر تلفونيا. نفى معرفته بمكان وجودها، ولكنه دعا التحريان إلى منزله للتحدث عنها.

        لم يفتح وايلدر باب المنزل، فقرر التحريان إلقاء نظرة في الجوار. كانا يعرفان بأنه مقاول بناء يدعي العمل مصورا لعارضات الأزياء.

        أبلغ والدي بات التحريان بأن وايلدر قد عرض الزواج على ابنتهما، ولكنها رفضت ذلك، ما دفعه إلى الغضب الشديد.

        عبث التحريان في النفايات، ليعثرا على إحدى الصور، التي يظهر فيها بشكل عادي، ولكنها عنت لخبرتهما الكثير.

        علم التحريان لاحقا أن كريستوفر وايلدر قد شارك في سباق ميامي غراند بري للسيارات. وقد بلغ في شباط فبراير من عام أربعة وثمانين، المرتبة السابعة عشرة ليفوز بأربعمائة دولار.

        كان ذلك اليوم أيضا آخر مرة شوهدت فيها روزاريو غونزاليس، التي كانت في الحادية والعشرين من عمرها تعمل في مجال التسويق وتوزع نماذج مجانية على المتسابقين. حارت صحف ميامي طويلا باختفاء غونزاليس المفاجئ، التي غابت قبل خمسة أيام فقط من بات كانيون.

        تبين للتحريان أن وايلدر كان يعرف غونزاليس، وأنه قام بتصويرها في جلسة تصوير للهواة. كانت هذه صلة حاسمة. أي أن بات كانيون وروزاريو غونزاليس على صلة بكريستوفر وايلدر.

        اعتمدت السيدة والسيد كانيون على هذه المعلومة لطلب مساعدة الإف بي أي. وقد تذكر الاجتماع  بهما العميل الخاص في مكتب الإف بي أي في ميامي جون هاملين.

في الثاني عشر من آذار مارس من عام أربعة وثمانين، جاء والدي كانيون إلى مكتب الإف بي أي، طلبا لمزيد من مشاركتها في البحث عن الفتاة التي لم تحم حولها أي شبهات باحتمالات الخطف كما أنها وقعت خارج حدودنا.

 أراد التحريان الضغط على وايلدر فحملا النبأ إلى صحيفة ميامي هيرالد، التي نشرت النبأ في السادس عشر من آذار مارس من عام أربعة وثمانين. رغم عدم ذكر الخبر لاسم كريستوفر، إلا أنه يوجه التهمة إليه بوضوح تام.

الخبر الذي نشرته الصحيفة وصف الرجل بأنه مقاول بناء محلي ومسابق سيارات ومن هواة التصوير، مولود في أستراليا، ما يشير إلى وايلدر بوضوح تام.

رغم عدم تمكن الإف بي أي على التدخل قانونيا، إلا أن المفتش والعميل الخاص غوردن ماك نيل أخذ يراجع هذه القضية.

غوردن ماك نيل: لفتت هذه الصلة جل اهتمامي،  فقررت فتح ملف أولي يتعلق باحتمالات الخطف للتأكد من احتمال وجود انتهاكات للقوانين الفدرالية.

 اعتبر العميل ماك نيل أن وايلدر مشبوه محتمل، إذ أنه يتميز بماضي إجرامي يعود إلى أصوله في أستراليا، حيث تعرض للسجن بتهمة الاعتداء الجنسي.

        بعد أيام قليلة، وفي الحادي والعشرين من آذار مارس، وصل تقرير يتعلق بحادثة مكنت من فتح تحقيق كامل. وصل اتصال تلفوني إلى مكتب الإف بي أي في ميامي، يؤكد تعرض امرأة من تلاهازي للخطف وقد أصبحت ضمن حدود جيورجيا، حيث تمكنت من الفرار. المواصفات المبدئية التي وردت في إفادته، تطابق كريستوفر وايلدر.

..هل أنت بخير؟..

 سافر عميل الإف بي أي الخاص هاملين إلى جيورجيا لسماع قصة الضحية. وكأنها في كابوس حقيقي.  غليندا غروبر البالغة من العمر تسعة عشر عاما، أبلغت هاملين أنها كانت تتسوق في تلاهاسي فلوريدا، حين اقترب شاب يعرض عليها العمل كعارضة أزياء.

        ادعى الشاب بأنه مصورا ودعاها لرؤية ألبوم صوره في السيارة. حدث ذلك في وضح النهار وفي مكان عام. وقد شعرت غليندا  أنها في ستكون بأمان. عندما سألها إن كانت قد عملت في عرض الأزياء أجابت بالنفي، فأخذ يمتدح مواصفاتها الجمالية، ووعد بأن يضع صورها على أغلفة المجلات.

        أضافت غليندا أنها حين وصلت إلى سيارته، أخذ المصور يعدل منحى قصته، وادعى أنه ترك الألبوم في الاستوديو طالبا من غليندا مرافقته  إلى هناك. وحين ترددت، هاجمها ودفعها إلى داخل السيارة، وربطها في مسند الكرسي. وغابت عن الوعي تماما. حين استعادت وعيها كان يتجه في طريق ريفي. عندما تنبه إلى صحوتها توقف على الفور. ثم أخرج غليندا من السيارة قائلا أنه سيقتلها إن حاولت الهرب. ضغط بأصابعه بشدة على عنقها، حتى عادت تفقد الوعي بالكامل.

حين صحت في المرة التالية وجدت نفسها موثقة في حقيبة نوم، تستلقي على فراش في غرفة فندق متواضع. عاد يهددها بالقتل ثانية إن حاولت الفرار. ربطها بالسرير ووضع شريطا لاصقا على عينيها. على مدار الساعات التالية قام الخاطف باغتصاب وضرب وتعذيب غليندا غروبر مرات متعددة. كلما كانت ترفض أوامره كان يعرضها لصدمة كهربائية بجهاز يحمله. عذبها بقسوة بالغة حتى اعتقدت بأنها قد تموت قبل أن يعثر عليها أحد. وأخيرا تمكنت من الفرار وإقفال باب الحمام على نفسها. ثم أخذت تضرب الجدران وتصرخ طلبا للمساعدة.

غليندا: النجدة! ساعدوني، اطلبوا الشرطة أرجوكم ساعدوني!!!

كفى كفى، توقفي عن الصراخ كفى أحذرك!!

 أصيب كريستوفر بالرعب فحمل ما تيسر له ورحل.

        عرض العميل هاملين إلى غليندا مجموعة من الصور، وسألها إن كانت تستطيع التعرف على شخصيته.

لم يكن لدي أدنى شك لدي لأني أمضيت ساعات مع ذلك الشخص وأنه هو فعلا. وقد علمت بوضوح أنه كريستوفر وايلدر.

        أصبحت غليندا اليوم في الخامسة والثلاثين وهي مرشحة لنيل شهادة الدكتوراه، وتسكن مع صغيرها، بعد أن مكنتها قوة الإرادة من النجاة بنفسها. كما جعلها ذلك شاهدة صلبة، مستعدة للمراهنة بأي شيء للنيل من مغتصبها.

أمضيت أكثر من أسبوع في المستشفى، ثم غادرت البلد سرا بعد ذلك، بينما كان فارا، وقد قلقوا على سلامتي، وعلى سلامة عائلتي.

 بلغ حد الجريمة مستوى يحتمل أن تفتح فيه ملفات قضية فدرالية. وبما أنها نقلت عبر حدود الولاية، تمتعت الإف بي أي بسلطة كاملة على الأمر. وهكذا أصبح كريستوفر وايلدر مطلوبا للإف بي أي بتهمة خطف واغتصاب غليندا غروبير، وما زال مشتبه أساسي في قضيتي اختفاء روزاريو غونزاليس وبات كانيون. 

عند ذلك أصبحنا حيال انتهاكات فدرالية، ما يمكن من تسخير جميع إمكانات الإف بي أي في هذه القضية.

 ما كانوا يعرفون أين سيجدونه، فشكلت مجموعة من العملاء لمداهمة منزله بالقوة. كانوا عند الدخول مستعدين لإلقاء القبض على المشتبه به. ولكن البيت كان فارغا، فقد غادره وايلدر  منذ فترة طويلة، قبل أيام من وصول العملاء الفدراليين. وهو في كل لحظة خارج السجن يعرض امرأة أخرى للخطر. وهكذا بدأت المطاردة اليائسة.

        في آذار مارس من عام أربعة وثمانين، قام عملاء الإف بي أي بتفتيش دقيق للمنزل الذي غادره كريستوفر وايلدر. تم اختفاء فتاتين على يديه كما يبدو، وتمكنت ثالثة من النجاة بنفسها بعد التعرض للاغتصاب والتعذيب. بحث العملاء عن أي دليل يساعدهم على الوصول إلى مكان المشتبه به. ولكنه قبل المغادرة، كان قد أعد المنزل لاحتمالات التفتيش.

أعد المنزل بدقة لدرجة أنه لم يترك فيه أي بصمات. أي أن كريستوفر وايلدر نظف المنزل وما فيه من جميع البصمات.

 جالت الشرطة في الأحياء المجاورة لمنزله ولتسأل عنه كل من يعرفه، ولكن أحدا لم يره منذ أن ترك غليندا في فندق جيورجيا الريفي. طلبت الإف بي أي من الشرطة تعقب سيارة وايلدر. ودعت المصارف والبنوك لتعقب الإجراءات المصرفية قد يقوم بها في أي مكان، ولكن نظام المعلومات عام أربعة وثمانين كان بطيئا. ظهرت عدة عوائق، حالت دون ظهور إجابة سريعة.

        في الحادي والعشرين من آذار مارس من عام أربعة وثمانين، لاحظ أحد العاملين في الأسلاك الكهربائية لأعمدة فلوريدا، شيء غير اعتيادي في ظلال الشجر، تبين أنها جثة فتات بالكاد يمكن التعرف عليها. أثبتت التحاليل فيما بعد أنها رفات جيريزا فيبرسون البالغة من العمر واحد وعشرين عاما، والتي اختفت قبيل ثلاثة أيام، بعد أن شوهدت آخر مرة في مجمع للتسوق بصحبة شاب تنطبق مواصفاته مع وايلدر. أكد التشريح تعرضها للضرب بحديد الإطار، ثم خنقت حتى الموت. طبيعة الجريمة بتفاصيلها الدقيقة تدل على وايلدر. ولكن شيئا لا يربطه بها مباشرة.

        إذا ثبت أن الفاعل هو المقاول، سيتبين الإف بي أي أنها تتعامل مع قاتل أسترالي متسلسل، هو مجرم لا بد من توقيفه قبل أن يعاود القتل من جديد.

        استمر العملاء بتعقب أثر المشبوه. التقطت كاميرا أمنية أوتوماتيكية صورة لوايلدر في مصرف من مدينة تامبا. يبين رصيده في البنك أنه سحب ما فيه من تسعة عشر ألف دولار. ما يؤكد أنه يخطط الآن للسفر إلى مكان بعيد جدا.

        في السابع والعشرين من آذار مارس من عام أربعة وثمانين، أصبح في ولاية تكساس. سرعان ما شوهد يتقرب من تيري وردن البالغة من العمر ثلاثة وعشرين عاما في موقف السيارات التابع لجامعة لامار في بولمان تكساس.  وردن فتاة متزوجة وأما لطفلين، تتعلم في كلية التمريض. 

        سألها إن كانت تقبل بعرض الأزياء..

قد تكسبين بعض المال الإضافي..

 ولكن وايلدر عجز عن إغرائها بوسيلته المعتادة، وقد اعتذرت بكل احترام. ما كانت تتوقع انها ستعاود رؤيته من جديد.

        تابعت الإف بي أي تعقبها، فأبلغها الشهود أن وايلدر بقي في بولمار تكساس يوم إضافي. وقد عاد هذه المرة إلى مكان مألوف لملاحقة ضحيته التالية.

        قام بزيارة السوق المحلي، سعيا لإقناع إحدى الفتيات بوعود الشهرة المعتادة. ولكن أحدا لم يقتنع بوعوده الزائفة. بعد أن خذل عدة مرات رأى ملامح مألوفة، كانت لتيري وردن. كانت تمر من هناك بعد أن وضعت طفلتها في دار الحضانة. رفضت تيري عرضه ثانية. ولكنه هذه المرة ما كان ليقبل برفضها من جديد.

        عند مغادرتها السوق، تعقبها وايلدر إلى موقف السيارات. في وضح النهار، وفي مجمع أسواق يزدحم بالمارة، وايلدر هاجم ضحيتها وضربها حتى غابت عن الوعي، ثم دفعها إلى داخل سيارتها. ثم حمل حقيبته وعاد ليقود سيارة وردن.

        أبلغ زوج وايلدر الشرطة عن غيابها بعد ظهر ذلك اليوم، حين تخلفت عن أخذ ابنتها من الحضانة. ولكن الوقت حينها كان متأخرا.

        تم العثور على جثة تيري وردن عائما فوق مياه قناة بولموند تكساس. عثرت الشرطة على سيارة مايلدر على بعد بضعة أميال من هناك.  

        أدى الكشف الدقيق على السيارة للعثور على أجزاء من شعر يتطابق مع شعر تيريسا فيربيسون، الفتاة التي اكتشف جثتها عامل أسلاك الكهرباء قبل خمسة أيام. أكدت التحريات الجارية أن تيريسا هي الضحية الرابعة لوايلدر.

أدرك ماك نيل وهاملين أن القاتل أصبح على مسافة يومين منهم. وهكذا عملوا من مكتب ميامي على بث صورة للسيارة المسروقة التي بدأ يستعملها وايلدر.

أصبحت جميع الدوريات المنتشرة وجميع المخبرين يعرفون نوع السيارة التي نبحث عنها، ولكن من سوء الحظ، يقول المرء أنه في سيارة داكنة، ولكن كم سيارة داكنة تسير في البلاد؟ ومع أننا كنا نعرف نوع السيارة ولكننا كنا نجهل رقم اللوحة التي كان يستخدمها على تلك السيارة حينها.

 عملت أجهزة اتصالات الإف بي أي بلا توقف. تلقت جميع مكاتب الإف بي أي في البلاد صفحات بعد أخرى تصف ملامح كريستوفر وايلدر، ومواصفات ضحاياه، وآخر مكان شوهد فيه، واحتمالات وجهته المقبلة. إلا أن تكنولوجيا عام أربعة وثمانين ما كانت كفيلة بحسن تعقبه.

وصلتنا عدة تقارير تتعلق بتحركات وايلدر ذهابا وإيابا في جميع أرجاء البلاد، كانت جميعها تصل إلى مكاتب الإف بي أي، لدرجة أن أجهزة التلكس كانت مزدحمة طوال أربعة وعشرين ساعة لمدة أسبوعين وذلك لكثرة المعلومات المتعلقة بوايلدر التي تنتقل في جميع الاتجاهات.

 لم يبق ذلك أمام الإف بي أي إلا خيارا واحدا لتعقب وايلدر. والذي يكمن بتعقب الجثث التي يخلفها أثناء ترحاله.

        كانت ضحيته التالية هي سوزان لوغين البالغة من العمر واحد وعشرين عاما، والتي شوهدت آخر مرة تتسوق في مجمع تجاري بالقرب من مدينة أوكلاهوما. تم التعرف على جثتها بعد يومين من اختفائها.

        طريقة اختفائها وأسلوب مقتلها توحي بشيء واحد، هو أنها ماتت على يد كريستوفر وايلدر.

أي أننا أصبحنا في هذه القضية حيال شخص يقوم بخطف وتعذيب واغتصاب امرأة كل يومين تقريبا، لهذا من الطبيعي ان نشعر بضغط شديد.

 سوء التكنولوجيا وسرعة القاتل كبلا الإف بي أي. ولكن في الثامن والعشرين من آذار مارس، حصلت على الفرصة التي كانت تصبو إليها. طلب والدر غرفة في أحد فنادق رايفل كولورادو، مستعملا بطاقة اعتماد مسروقة. كانت الإف بي أي على علم باستعماله لتلك البطاقة، ولكنها عجزت عن تعقبها حتى وصوله إلى رايفل.

ما كانوا في بداية الثمانينات يملكون وسيلة للتأكد الفوري من صلاحية بطاقات الاعتماد عند الدخول إلى الفندق. لهذا كانت الفنادق تتعامل مع البطاقات بمبالغ ضئيلة، وكانت كلفة الليلة في تلك المناطق تقارب الستين دولارا.

 ومع ذلك قرر عامل الفندق الاتصال للتحقق من رصيد البطاقة عشية ذلك اليوم، بدل انتظار البريد في  اليوم التالي. وبدل توجيه الفاتورة، قرر الموظف الاتصال هاتفيا للتأكد فوريا.

        أدى اتصال وصل في الصباح الباكر إلى تحريك الضابط المسؤول عن مكتب المنطقة. وأخيرا علمت الإف بي أي بمكان وجود الفار.

        صباح التاسع والعشرين من آذار مارس من عام أربعة وثمانين، قام أربعة عملاء من الوكالة الفدرالية، بمداهمة الفندق وهم على ثقة بأنهم قد حاصروه القاتل. ولكنه لم يكن هناك.  

        تمكن وايلدر من تفادي الإف بي أي بالسرعة التي داهموا بها غرفته. تبين أن الهارب تمكن من الفرار قبل بزوغ الفجر. كانت تلك أفضل فرصة حصلت عليها الإف بي أي، وقد فشلت. وهكذا عادت إلى نقطة الصفر لا تعرف إلى أين اتجه القاتل. ولكن توقعاتهم تركزت على اثني عشر مجمع تجاري تقع على مسافة يوم واحد من الفندق الريفي.

        في التاسع والعشرين من آذار مارس من عام أربعة وثمانين، وخلال ثلاثة أسابيع كان المقاول الأسترالي كريستوفر وايلدر قد خطف أربعة نساء، وقتل ثلاثة منهن.

        تنبه رجال الإف بي أي إلى العلامة الفارقة التي ميزت عمليات العنف التي قام بها. تابع القاتل وجهته نحو الغرب، كما أنه ركز في جرائمه على المجمعات التجارية.

        شوهدت شريريل بونا فينتورا البالغة من عمرها ثمانية عشر عاما لآخر مرة في مجمع غراند جونشون كولورادو. وجدت الإف  بي أي صلة لكريستوفر وايلدر بموتها.

كنا ندرك أن هناك مجرم سفاح طليق اليدين وكنا ندرك أنه مع مرور كل يوم تتعرض حياة شخص بريء للموت بأسوأ الطرق وأشدها قسوة وإيلاما.

 أجبرت الإ بي أي على نشر شبكة واسعة النطاق، لتحذر المزيد من رجال الأمن والحراسات لمواجهة هذا الخطر، وتدعوهم للبحث عن الأسترالي الفار. وزع رجال المباحث المزيد من الصور والمنشورات على المراكز التجارية لتحذير الزبائن.

        ولكن رغم تحذيرات الإف بي أي، قامت إحدى المجلات بإجراء مسابقة  لغلاف عارضات الأزياء في أحد أسواق لاس فيغاس.

        جاء وايلدر إلى هناك مسلحا بالكاميرا. تحدث مع عدد من أعضاء الفريق أثناء الحفل، دون أن ينعم بثقة أحد من المشاركات. باستثناء ميشيل كوفمان، وهي فتاة السابعة عشر من عمرها جاءت عبر خمسة وعشرون ميلا من مدينة نيفاداهوم الحدودية  للمشاركة في المسابقة. كانت متوترة لمشاركتها في أول مناسبة استعراضية لها، فطلبت من أصدقائها والعائلة السماح لها بالذهاب بمفردها. بعد لحظات من التحاور مع وايلدر، بدلت كوفمان ملابسها، وغادرت المجمع التجاري معه. جرى ذلك في الأول من نيسان أبريل.

        ما أن أبلغت سلطات لاس فيغاس الإف بي أي عن اختفاء فتاة محلية من المجمع التجاري حتى تحرك العملاء على الفور. طلبوا جميع الصور التي التقطت في صالة العرض. قدم أحد المصورين خمسة أفلام على الفور.

عند فرز الصور، ظهرت الفتاة كورفان على المسرح، تقوم بعرضها، وقد ظهر وراءها مباشرة على مسافة عشرين قدم، يرمقها بنظرة القاتل المهووس، كريستوفر وايلدر.

 عانت ميشيل كورفان كغيرها على يدي وايلدر. أغمض عينيها وربطها بشريط لاصق، ثم ضربها واغتصبها وعذبها.

يمكن ملاحظة التفسخ في الجسم، قد يبلغ طول كل منها إنش ونصف الإنش، وهي ليست عميقة، أي أن المقصود منها هو النزيف. أي أنه كان يقصد التعذيب وحده حتى يقرر قتل ضحيته. لا شك أنه سادي جنسي متوحش.

  في الخامس من نيسان أبريل، وبعد اربعة أيام من اختفاء ميشيل كورفمان، عقدت الإف بي أي مؤتمر صحفي، أعلنت فيه انضمان كريستوفر وايلدر إلى لائحة أخطر الفارين العشرة ليدها. استخدمت هذه اللائحة منذ نصف قرن لتحريك الإعلان اللازم للقبض على المجرمين الفارين. يتولى العميل الخاص تران لاكي مهمة الناطق الرسمي بلسان الإف بي أي على الصعيد الوطني.

تطابقت مواصفات لائحة العشرة الأوائل مع وايلدر، فقد شكل تهديدا على المجتمع لخطورته البالغة وتعرضه لاتهامات بأدلة دامغة. وقد فر من المنطقة التي ظننا أنه فيها. لهذا لا بد من تحذير الرأي العام ووسائل الإعلام من أنه قد يكون في أي مكان من الولايات المتحدة.

 ولكن انضمام وايلدر إلى لائحة العشرة الأوائل، تأخرت يوما كاملا، بالنسبة لتينا ماري ريسيغال. في ولاية كليفورنيا وقبل يوم واحد من المؤتمر الصحفي، قامت الفتاة البالغة من العمر ستة عشر عاما بزيارة مركز الأزياء التجاري للحصول على عمل ما في عطلة الصيف.  أرادت طالبة الثانوية شراء سيارة بما ستجنيه من مال. تحدثت مع كريستوفر وايلدر حين قال أنها تصلح جدا للعمل كعارضة أزياء..

.. ملامحك تناسب جلسة التصوير وسأدفع مائة دولار على الفور.

 دفع مائة دولار نقدا ووعدها بالمزيد.

أعرف أنك أهل بهذا العمل هل لديك بعض الوقت؟

قاد وايلدر تينا ماري إلى حديقة مجاورة. في البداية جرى كل شيء وكأنه يتعلق بعمل حقيقي. وقد قال بأن مكان التصوير يتمتع بالإنارة اللازمة للكاميرا. مع بدء التصوير عملت تينا ماري على إرضاء مصورها. كانت تتجاوب معه عندما يطلب منها أن تبتسم، وكانت تدير رأسها عندما يطلب منها ذلك، إلى أن ساءت الأمور بالكامل.

اركبي السيارة فورا.

 وجه المسدس نحوها يدعوها إلى ركوب السيارة. ما كان أمام الفتاة الخائفة إلا إطاعة أوامره.

توجه وايلدر بتينا ماري إلى فندق في سان ديغو، وهناك قام كالمعتاد بضرب ضحيته المراهقة وربطها بالسرير واغتصبها تكرارا. وهو يجرحا بالسكين ويعرضها لصدمات كهربائية في عدة أجزاء من جسمها. حيرت وحشيته العميل هاملين.

يتساءل المرء لماذا يفعل ذلك ليثير الخوف إلى هذا الحد ويعامل فتاة ما بوحشية كهذه ويعذبها ويعرضها لصدمات كهربائية؟ ثم يقتلها بأعصاب باردة؟ كل هذا في أجواء تدرك فيها الضحية أنها ستموت وأنها لن تبقى بعد ذلك على قيد الحياة. لن تعيش بعد ذلك رغم أنها صغيرة السن.

عادة ما يدعي بأنه مصور محترف، للتقرب من فتاة شابة محاولا إقناعها..

 ما أن أوشكت حياة المراهقة على الانتهاء حتى لفت ملحق إخباري تلفزيوني انتباه وايلدر.

أضيف كريستوفر وايلدر إلى لائحة الفارين العشر الأوائل من الإف بي أي.

 كان هذا هو مؤتمر الإف بي أي الصحفي، أصيب وايلدر بالرعب حين شاهد صورته تنشر عبر التلفزيون في أرجاء البلاد. أعلنت الإف بي أي أنه أكثر الفارين خطورة في أمريكا. وقد أعلنت مسؤوليته عن اختفاء ستة من الفتيات الشابات. ما كانوا يعلمون بالفتاة السابعة التي كانت معه في غرفة الفندق. تملكه الرعب، فأخذ تينا مير وانطلق مسرعا.

        ولكن بعد إضافته إلى لائحة المطلوبين العشرة الأوائل في الولايات المتحدة، ظهرت صوره على أغلفة جميع الصحف الأمريكية، وفي أولى النشرات الإخبارية المتلفزة.

تصدرت صوره الصفحات الأولى لجميع الجرائد الأمريكية، وجميع النشرات المتلفزة على مختلف أنواعها تحدثت عن كريستوفر وايلدر وعرضت صوره، ورددت اسمه، كريستوفر وايلدر.

 أملت الإف بي أي من نشر صوره عبر الصحف والتلفزيون من أن يتمكن أحد من رؤيته في مكان ما. كانت هذه الفرصة الوحيدة أمام الإ بي أي لكبح وايلدر قبل أن يدمر حياة شخص آخر.

        شهد ربيع عام أربعة وثمانين، أهم مطاردة قامت بها الإ بي أي لشخص في التاريخ، سعيا للقبض على الخاطف القاتل، كريستوفر وايلدر.

        كانوا يعرفون ستة ضحايا على الأقل، وكانوا يتوقعون وجود العديد غيرهن.

        اخترق وايلدر شبكة الإف بي أي حين عاد أدراجه نحو الشرق، ومعه رهينة في السادسة عشر من عمرها هي تينا ماري رسيغال.

        في العاشر من نسيان أبريل من عام أربعة وثمانين، وفي موقف سيارات تابع لمجمع انديانا التجاري، قال كريستوفر لريسيغال أنه قد يطلق سراحها بشرط واحد. عليها أن تساعده في القبض على ضحيته التالية. كانت الضحية تخضع منذ ستة أيام للضرب والاغتصاب والترهيب. كانت مستعدة للقيام بكل ما يطلب منها.

        لاحظ وايلدر  دوانالت ويلت تجول في أحد الأسواق، فاعتقد أنها تبحث عن عمل ما هناك. قالت رسيغال لدونالت أن وايلدر يعمل في إدارة أحد المخازن، وأنه يريدها أن تملأ استمارة عمل في سيارته. عند وصولهم إلى هناك تمكن وايلدر من إرغام دونالت على ركوب السيارة. ثم انطلق مسرعا مع الفتاتين. رآهم بعض الشهود يغادرون معا.

فتاة جذابة، حالها كحال جميع ضحايا وايلدر، شوهدت تغادر مجمع تجاري في منطقة إنديانابوليس، مع رجل يعتقد أنه كريستوفر وايلدر. حين بلغنا ذلك النبأ أدركنا أنه يتوجه الآن نحو الشرق.

 كلف مكتب الإف بي أي جميع العملاء  شرق نهر المسيسبي للعمل على هذه القضية.

        رغم وعوده، رفض وايلدر إطلاق سراح تينا مارين، بل أرغمها على مشاهدته وهو يعذب ويغتصب دونالت أمامها. استمر الكابوس طوال يومين. صبيحة الثاني عشر من نيسان أبريل من عام أربعة وثمانين، سمعت تينا ماري صوتا مألوفا عبر ملحق تلفزيوني.

أريد أن تعلم تينا بأننا نسعى لاستعادتها سليمة معافاة، وأننا جميعا نبحث عنها.

 أوردت المحطات الوطنية رسالة من والدة تينا ماري ترجو فيها الخاطف بألا يؤذي ابنتها. أصيب وايلدر بحالة رعب أخرى، فحزم أمتعة الرهينتين وغادر المكان.

        أدرك وايلدر أن تمكن الإف بي أي من القبض عليه أصبحت مسألة وقت. فأوقف السيارة في منطقة شجرية كثيفة بالقرب من بانيان نيويورك. أمر رسيغال بألا تتحرك. وأخذ دونالت التي كانت مخدرة بحبوب منومة، ثم أجبرها على الغوص في الغابة.

        بقيت تينا مري وحدها وجدت فرصة  سانحة للفرار. ولكن رعب الليالي السابقة قد حطمت إرادتها. فانتظرت بصمت.

        أثناء سيرها في الغابة، أدركت دونالت أن وايلدر يوشك على قتلها. لم تشأ أن تموت طعنا بالسكين، لهذا رجته أن يطلق النار عليها، تجاهل رجائها وطعنها في الصدر مرتين. وتركها ميتة هناك.

حسنا سننطلق.

 بعد انطلاقه بلحظات أوقفه الخوف من أن تكون دونالت قد بقيت على قيد الحياة. فعاد إلى مكان الجريمة للتخلص من دونالت كما يجب.

ابق هنا، ابق هنا..

 حين عاد إلى هناك أخافه جدا ما رآه. لقد رحلت. وهكذا تبين أن دونالت تمكنت من النجاة. طعنت مرتين ونزفت بشدة، وتعرضت للتخدير والضرب، لكنها جمعت ما تبقى لديها من قوة حتى بلغت طريقا عاما ساعدها فيه أحد المارة على النجاة.

بفضل شهادة دونالت، أدركت الإف بي أي أن وايلدر قد أصبح في الشمال الشرقي، وما زال يركب المركوري الداكنة المسروقة من تيري ولدن. ولكن إلى متى؟

بعد عودته للتأكد من أنها لم تعد هناك، أدرك أن عليه التخلص من السيارة والحصول على سيارة جديدة. وهكذا دخل إلى غرب ولاية نيويورك.

        توجه ثانية إلى أقرب مجمع تجاري، وقد شاهد هناك سيارة بونتياك فاير بيرد ذهبية اللون. أمر رسيغال بأن تقود المركري وتتبعه إلى حيث يتجه.

        هاجم باث دادج البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاما. وأمرها بقوة السلاح أن تجلس في المقعد الخلفي لسيارتها. تصرفت تينا ماري بلا وعي، وفعلت ما أمرت به. ثم قادا السيارتين لنصف ساعة نحو منطقة نائية.

هيا اخرجي من السيارة هيا. هيا احضري الحقيبة البيضاء والكاميرا وانتظري في السيارة مفهوم؟

 دفع باث دادج نحو الغابة. وبعد لحظات، سمعت تينا ماري صوت رصاصتين من بين الأشجار. لم تشهد هذه المرة أي تعذيب أو اغتصاب. قتل وايلدر دادج بكل بساطة رغبة بسيارتها. ولكنه يفكر بمصير آخر لتينا ماري. رغم الجحيم الذي أخضعها له، أصبح وايلدر يتمسك بها. قال أنه لا يريد رؤيتها في تلك المنطقة. وهكذا أخذها إلى مطار بوسطن وأعطاها بعض المال لشراء تذكرة سفر إلى منزلها في لوس أنجيلوس. وهكذا انتهى الكابوس الذي عاشته أخيرا.

        عندما أصبحت في بيتها وشعرت بالأمان، قدمت لعملاء الشرطة الفدرالية تفاصيل عن جرائم وايلدر.

        عاد وايلدر وحيدا، لم يشأ العملاء الانتظار حتى تختفي ضحية أخرى، لمعرفة مكانه.

أدركنا أثناء التحقيقات أن لديه أصدقاء في كندا وأنه زار هذا البلد عدة مرات، لهذا اعتبرنا أن هناك احتمال كبير بأنه سيتوجه مباشرة نحو الشرق والشمال إلى كندا.

 سارع وايلدر في السيارة متوجها نحو الحدود مع كندا. تغلب طوال أسابيع ثلاث على جهود الإف بي أي كاملة، بما في ذلك فشل انضمامه إلى لائحة المطلوبين العشرة الأوائل في القبض عليه.

بذل العميلين ماك نيل وهاملين ما بوسعهما لوقف القاتل، قبل ارتكابه جريمة أخرى، أو مغادرة الأراضي الأمريكية.

في نيسان أبريل من عام أربعة وثمانين، كان كريستوفر  وايلدر قد ترك سبعة نساء قتلى في أرجاء أمريكا. ويعتقد أن ثلاثة نساء أخريات قد اختفين، ونجت ثلاثة من الموت بعد التعذيب والاغتصاب.

        اعتبرت الإف بي أي أنه في نيو إنغلاند متجها نحو الشمال، فركز العملاء الفدراليين جهودهم على الولايات الشمالية، قبل تمكنه من الفرار عبر الحدود مع كندا.

لا شك أن الإف بي أي تعتمد على عملاء فدراليين ينتشرون في المنطقة ولكنها تستطيع الاعتماد أيضا على مئات من ضباط الشرطة المحليين الذين يفوقون عدد عملاء الإف بي أي في نيو إنغلاند.

 يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من نيسان أبريل من عام أربعة وثمانين، توقف وايلدر في محطة وقود وسط بلدة كوكلير نيو هامشير الصغيرة جدا، والواقعة على بعد عشرة أميال من الحدود الكندية. أثناء ملء الخزان، سأل عامل المحطة عن الوثائق اللازمة لعبور الحدود.

        تمكن اثنان من ضباط الشرطة المحلية، هما واين فورير وليو جاليسون، من التعرف على السيارة. كان الضابطان كجميع رجال الشرطة في البلد، قد أمرا في البحث عن سيارة البونتياك، وعن رجل بمواصفات وايلدر. طلب جاليسون من وايلدر التحدث إليه.

هل تسمح بالتحدث إليك.؟؟ الشرطة ابتعد عن السيارة ابتعد عن السيارة!!

 دخل وايلدر إلى السيارة وأخرج منها مسدسه، أثناء العراك انطلق عيار ناري. أصيب الضابط جاليسون في صدره، وبقي على قيد الحياة، أما كريستوفر وايلدر، فلم يعش.

الرصاصة التي أصابت الضابط جاليسون عبرت أولا في جسد وايلدر، واخترقت قلبه، لتقتله على الفور.

         انتهت حملة وايلدر لنشر الرعب في أرجاء البلاد، بعملية قتل، أودت بحياته.

        وأخيرا تمكنت السلطات من استعادة الجثث المشوهة لشيري بونا فينتورا، وميشيل كورفمان بعد شهر من ذلك. ولكن الفتاتين المختفيتين التين بدأتا التحقيقات، وهما روزاريو غونزاليس وبات كانيون، لم تظهرا أبدا. مات والدي كانيون دون أن يعرفا مصير ابنتيهما. ولكن بعضا من ضحايا القاتل تمكن من لملمة جراحه وإعادة بناء حياته. تعلمت غليندا درسا قاسيا من تجربتها.

أعتقد أن الأشرار ليسوا بالمظاهر دائما بل أحيانا ما يتمتعون بلياقة وأناقة وقدرة على الكلام كما أنهم يذوبون بسهولة في المجتمع وقد يجلسون مع الوالدين بعد العشاء لاحتساء النبيذ أو الشراب.

 الحقيقة المخيفة، هي أن كريستوفر وايلدر، ليس الوحيد. لقد شكل جزءا من أهم لائحة للمطلوبين، ولكن هناك عشرات الفارين مثله سنويا، لا يلفتوا أنظار الرأي العام الأمريكي، وهم يجولون المراكز التجارية والمدارس والكنائس، بحثا عن ضحايا. يمكن للأحلام الوردية الزاهية أن تصبح فجأة داكنة. وحدها الحيطة العامة، والمراقبة الدائمة، ويقظة الإف بي أي، قادرة على إبعاد هؤلاء القتلة عن الأذى.

 

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster