اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 لقـطات ورؤى
 

المطران جورج خضر

الاثنين الماضي عرّجت على كاهن عاليه في طريقي الى بحمدون لاداء صلاة الغروب لعيد السيدة وعند دخولي دار الكنيسة رأيت ابنة الكاهن برفقة طفلة محجبة لا يزيد عمرها عن العاشرة. صافحت ابنة الكاهن ولما نظرت الى الابنة الجنوبية وضعت يدي على صدري وفعلت هي كذلك. ولما خرجت من بيت الكاهن لاكمل طريقي الى بحمدون رأيت كل طفلة من هاتين راكبة دراجة. فهمت تواً ان هاتين صورة عن شعبنا الواحد واننا نمشي معاً على طرق الوجود وقد يكون لنا منعطفات فكرية مختلفة يمليها علينا بالضرورة التزام ديني. في اللحظة التي فيها اكتب يبدو سلوك كل منا مرتبطاً بقراءته لاسرائيل اي بمعرفة قراءتها لنا او عدم هذه المعرفة. انت مع الصد للعدوان او لست مع الصد. انت مع الصد بأية وسيلة لان مبتغاه ان يلغيك وانت مع المهادنة لاعتقادك انك اذا تهاونت مع اسرائيل يرتب لك السيد جورج بوش مكانة في الشرق الاوسط الجديد فتتوهم اسرائيل ان تهاون لبنان الى الابد لان بعضه تاجر مثلها او متغربن مثلها وانت في هذا ابله كلياً لانك لا تشاء ان تفهم انك الى الابد غوي )أي من الامم) في اللاهوت اليهودي الذي من انصاره من يؤمن ومن انصاره من لا يؤمن. وانت ابله لانك لا تعلم ان اللاهوت اذا سقط يصبح سياسة والسياسة تصبح حرباً.
وانت عندما تتكلم جدياً عن نزع سلاح حزب الله تتعمّق غباوتك اولاً لان الدولة عاجزة عن تسلمه او عن استعماله وان الدولة كانت تعرف انها لن تتصدى يوماً لانعدام الطيران عندها وللتفاوت الرهيب بين جيشها وجيش العدو ولمعرفتها بأن العديدين يرضون بدولة غير محصّنة ويتشرفون لفظياً بالاستقلال والسيادة لعلمهم بعجزنا. انت اما تبتغي دولة انت قادر على حمايتها واذا كنت عاجزاً عن ذلك فتتوقع ان تندرج في مشروع الشرق الاوسط الجديد يصير فيه بلدك منتجعاً للعرب ومعهم اصدقاء وصديقات من يهود وفلسطينيين. وهذا شرق اوسط جديد تبشّر به المسيحية المتصهينة التي يدين بها الفريق الذي حول جورج بوش وهي معتقد يعني حقيقة الامبريالية الاميركية القديمة الجديدة التي أداتها اسرائيل، وهذه صيغة تعني عيش كيانات متلاقية بالتجارة الدولية وطرق مواصلات ومعلوماتية متطوّرة في اطار العولمة التي وان بيّنت دراسات غسان سلامة انها مشروع اميركي تكون مقاولته في هذه المنطقة اسرائيل. الخيار هو ليس بين حزب الله واختفاء قوته القتالية. القضية في الاخير هي كيف تفهم نشيد مريم من انجيل لوقا "حط (أي الله) المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين". هل انت نصير الاقوياء او نصير المستضعفين.
مشكلتنا ليست كما طرحها بعض في حرب 1975 اي لبنان نريد. نريد وطنا نهائيا موحدا لا وصي عليه ? وحجتي على بعض انهم لم يقولوها ? ولو ارتبط بدول كثيرة بلا اتباع ولا تذييل. كيف يعاش هذا، ما ترجمته العسكرية؟ لا نستطيع ان نتكل كليا على الامم المتحدة التي يزيد ضعفها وتقل فاعليتها ولا يؤمن المفكرون السياسيون الاميركيون بفائدتها اذ يؤمنون بأن العالم امبراطوريتهم ولا حاجة الى امبراطورية جديدة هي للدول مجتمعة ومتآزرة. ثقوا بأني لا أكره اميركا ولكني أؤمن بالتواضع في السياسة نفسها وأؤمن بقوة الفقراء على تجاوز عقدهم وخوفهم ليصبحوا أعزة في الارض.
بكلام أبسط، أوجدوا لنا صيغة للبنان قوي او ضعيف يصونه الغير أي يحبه الغير فأفهم ان تجردوا البلد من كل سلاح شرعيا كان أو غير شرعي اذ أقرأ دائما ان الجيش اللبناني هو للاستعمال الداخلي وقد سمعنا من أعلى مقام في الدولة انه لا يصح تموضعه على الحدود لئلا يحمي العدو. انا لست خبيرا عسكريا لأناقش هذا الموقف ولكنه اعتراف واضح بأننا لا نقدر على أن نقف عند الحروب واننا قوة لنحمي الامن الداخلي. لكن القول ان جيشنا لا ينفع على الحدود يعني ان اسرائيل تنفع على الحدود، أي اننا أرض مستباحة من منطلق البحث في الجيوش وان لنا ثقة باسرائيل مغرمة بنا حتى لا تشتهي مهاجمتنا.
ودليل غرامها بنا انها دمرت 15000 منزل وقتلت الف انسان ثلثهم أطفال وان حربها غايتها ما صرح به رئيس حكومتها أولمرت انها تريد ارجاعنا عشرين سنة الى الوراء. هدفه في ارجاعنا الى الوراء اذا كان يريد "التطبيع" والتعاون. هذا لا أستطيع فهمه الا ان الغاية منه سوى الحقد الواضح انه يريد اخضاعنا لبلده واستدراجنا الى مشروع للشرق الاوسط الجديد نكون فيه غير فاعلين.
يتحدثون عن انقسام في لبنان بعد هذه الحرب. هذا قائم اليوم ليس بين طائفة وطائفة ولكنه بين أهل الاذعان وأهل الرفض. أهل الرفض لا يدعون انهم منقذو لبنان ولكنهم يساهمون في ذلك بصورة فعالة. أهل الاذعان يذهبون الى ان الحل هو في يد الدولة وانا قرأت هذا في كتب الحقوق لما كنت أتعاطاها. السؤال الحقيقي هو هل في يد دولتنا قدرة او وسائل؟ او هل تقبل منها الولايات المتحدة لجم اسرائيل وكل الادلة التي بين أيدينا تدل على ان هذه الحرب لم تقررها اسرائيل بلا بركة اميركا لحسابات لها خاصة قد تتجاوز بلدنا حتى تحقق مشاريع الشرق الاوسط يطيع الناس جميعا الامبريالية المتجددة.
أما بعد فتحرك قلبي صباح الثلثاء لما رأيت صورة أرتال السيارات تعود. يريدون جنوبهم بانتظار اعادة تعميره. ندائي اليوم الى شباب لبنان اذا شرع أهلنا في البناء ان ينزلوا اليهم ويقوموا معهم بالعونة التي كنا نمارسها في الجبل فينظمون مخيمات عمل وينقلون الحجارة او مواد البناء ويعمل كل منهم حسب طاقاته ولا نبقى هكذا قابعين في موضوع السلاح. اذا لطف أهل الجنوب وقبلونا بحب نسكن الخيام ونعمل بأيدينا فيحس أهلنا هناك وفي الضاحية اننا واحد معهم واحد وان هذا البلد أخذ يكتشف انه واحد في الحب فيسير من الحب الى القدرة.

--------------------انتهت.

المطران: جورج خضر

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster