اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 نزعة القتل - سموم البحر
 

أنيمون بحري

        هناك ما يؤلم في الماء، دون أن يكون سمك القرش، إنه شيء سريع شنيع لا نكاد نراه. نسمع الرعب على الشواطئ الأسترالية بصراخ وأنين،  كونت هذه المخلوقات البحرية دفاعات من أسلحة وقذائف وسهام مجوفة، وأشرطة من ألم وحروب كيميائية على أقدم المستويات. وهي تحبس الأنفاس وتفقد الوعي، وتنزع الحياة. لن تصدق ما في الأعماق من غريزة قاتلة في سم المحيط.

     تعتبر جزيرة إليوت أشهر منطقة للغطس في أغنى مناطق البيئة البحرية في العالم. يأتي الغطاسين من أرجاء العالم للسباحة مع الراي والسلاحف البحرية. عدة أنواع من السمك الاستوائي، كالقرش والأنقليس وما يعرف هناك بالحيتان الموسمية القاتلة. لا شك أنه مكان رائع الجمال.

        قد يبدو الحال هناك أشبه بالجنّة، مع أن حربا طاحنة تشتعل . وهي حرب معلنة، تمنح التعبير شعار يقول: لا تأخذ الأسرى.

     تتراوح الأدوات بين المدافع الثقيلة والأسلحة الكيميائية، وكل ما تتخيله بينهما. 

   أستراليا قارة جافة شاسعة، يعيش غالبية سكانها الثمانية عشر مليون على السواحل، تعتبر حياة الشواطئ وسائل ترفيه مناسبة جدا هناك، حتى أن غالبية الأستراليين يتعلمون السباحة منذ أعمار مبكرة، كما يتلقون تحذيرات من مخاطر الدخول إلى مملكة لا تتوافق  مع حياة البراري من ود ولهو.

     عادة ما يصنف  قنديل البحر المجوف ضمن مجموعة اللاسعات البحرية، مع أن هذا الاسم لا يعكس قوة مجسّاتها تماما.

     هناك حيوانات أكثر فتكا من قناديل البحر، لهذا تقفل الشواطئ بعض المناطق لحماية السباحين.

   لا شك أن أي شخص يتعرض للسعات القنديل المجوف يصاب بالرعب ويبدأ بصراخ يذهل من حوله.

   نجم عن لسعات قناديل البحر في أستراليا اثنين وسبعين قتيلا كما أدت هجمات القرش إلى مقتل مائة وتسعة وأربعين شخصا، أما حوادث السير فأودت بحياة مائة وستة وستين ألف شخص. أي أن السباحة في المحيط أكثر أمانا من قيادة السيارات.  هذا ما يقوله محبي الشواطئ الأسترالية على أي حال.

   مسطح الرأس نوع من الأسماك الشهية جدا. شوكتها تبدو جميلة أما حول الرأس وفوق الخياشيم هناك أشواك يكفي أن يحرك رأسه ليصيب ما حوله. كما تعلوه مادة مخاطية سامة، رائحتها كريهة. ليس سيئا، المهم أن تتذكر إمساكه بالطريقة المناسبة، ولن يسبب لك الأذى. لهذا يسمونه مسطح الرأس، فهو يختبئ في الرمال وينصب الكمائن لفريسته  تماما كالسمك الصخري، ما إن تمر الفريسة حتى ينقض عليها.

    الإيروكانجي قنديل بحر صغير جدا لديه مجس واحد في كل زاوية وهو بقطر اثني عشر مليمترا، إنه صغير جدا. المشكلة هي أنه يستطيع عبور الشباك وبلوغ الناس الذين يتعرضون للسعاته.

     ما يصيب القلق هو اعتقاد الناس أنهم في مأمن ضمن مساحة الشباك ومع ذلك يتعرضون فجأة للسعات داخل الشباك ويتعرضون لإصابات ضارة في غاية الأذى.

   هناك نوع من جراد البحر، ما يسمونه سرعوف القريدس.  وهو يقلد سرعوف اليابسة عبرالذراع الذي يمسك به الفريسة حتى يسحقها. وهو يصطاد غيره من القريدس. لا شك أنه مفترس فعلا. كما أنه حيوان غريب، يسكن في حفرة في القاع، حيث يجلس بانتظار مرور فريسته لينقض عليها بذراعه ويسحقها.

    البعض يعتبر الحيد البحري العظيم من عجائب الدنيا. فهو أكبر الصخور المرجانية كما أنها أكبر بنية صنعتها الكائنات البحرية في العالم. المدهش هو أن القنديل المجوف يسكن الشواطئ ولا يمكن إيجاده في الحيد، مع أنه أحيانا ما يمكن إيجاده في جزر قريبة من الشاطئ. وسط ألف وخمسمائة نوع من الأسماك وأكثر من أربعة آلاف نوع من الرخويات يفترض بتقنيات البقاء أن تكون ومتنوعة ومتعددة.

     على مسافة من الشاطئ حيث يتنزه الزوار عند حصول الجزر تسكن أسماك لا تكتفي بحمل لسعات فتاكة بل وتتمتع بوسائل تننكر رائعة. 

    السمك الصخري، من بين جميع الأسماك السامة، يعتبر من  أشدها سما، يجلس بين الصخور عند الجزر، فإذا مر أحد ما دون حذاء يواجه المشاكل.

    كثيرا ما يتعرض المتنزهين لجروح السمك الصخري السام، مع أنه لا يكمن لإيذاء البشر، ولكنه قد يعلق في برك فترات الجزر فندوسه.

   عند لمسه نلاحظ أن الشوك ينتصب، وهي أشواك سامة، يوجد منها ثلاثة عشر، وهي قادرة على اختراق الحذاء. ما يواسي في هذه الأسماك هي أنها لا تحقن السم إلا إذا وقفنا على الشوك، عندما يصل ضغط القدم إلى أسفل يدفع السم إلى أعلى. كلما اشتد وقوفنا زادت كمية السم، ولكن يستغرب جدا سبب تطوير هذا السم. 

   السمك الصخري ضعيف أمام القرش والراي، لهذا يستفيد من أشواكه الثلاثة عشر السامة للدفاع عن نفسه ضدها.

   لا يستعملها إلا دفاعا عن النفس لا أكثر، لا يهاجم بل يدافع عن نفسه. عيناه في أعلى رأسه، أما عن كيفية اصطياده لفريسته، فهو يكمن منتظرا وما إن تمر به حتى ينطلق نحوها وينقض عليها مباشرة. إنه صياد ماكر.

   ينتظر السمك الصخري بصبر، وبعد ذلك يتم توقيت الكمين على جزأين من الثانية. لم تدرك الفريسة ما أصابها.

  تحب الجلوس تحت الحواجز فهي تسكن بين الهياكل، لتموه ملامحها بالمحيط.

   تتعرض الفراشة السامة لمراقبة السمك الصخري، دون أن يحدث شيئا، وكأنه لقاء المحترفين.

   نرى أنه أثناء السباحة يعتمد على الزعانف وذيله الصغير. ليس بارعا في السباحة، وكأنه يسير مع التيار لا أكثر. إذا أصيب أحد بهذا السمك، هناك جرع مضادة  متوفرة ولكن حتى حينها عليك بالماء الساخن فكلما كان أشد سخونة كان أفضل لتفكيك البروتين وتخفيف الألم تدريجيا. 

   يعاني المصاب من آلام حادة تستمر لساعات طويلة، وشلل مؤقت، وصدمة، وأحيانا ما يتعرض للموت. 

   لا يمكن أكله، نرى بوضوح أن ليس فيها لحم كثير الشوك هو السام بالسمكة وليس اللحم.

   قلة البشر تعني عدم الإساءة لعالم الطبيعة، واحتمال أكبر بإيجاد حيوانات في بيئتها الطبيعية.

  عندما نتحدث عن سم المحيط يفكر الكثيرون بأفاعي البحر، وقناديل البحر والراي اللاسع والسمك الصخري.

     كثير من الناس يحبون زيارة الشاطئ، وهم يعتقدون أن اللسعات بعيدة عنهم.

     البحث عن صدف الوَدع بين الصخور يشجع أي شخص بجمع الصدفات، مع أن جمع الصدف قد يكون خطيرا، مع أنها رائعة الجمال.

   يبدو أن للجنة ثمن يجب أن ندفعه، هناك ما يعرف بصدفة الحلزون المخروط.

   يعتبر هذا من الحلزون القاتل، يسبب الصدف المخروطي شلل في أعصاب الرئة ويمنع التنفس ما يسبب الموت في أحيان كثيرة.

   السم المتوفر في صدفة الجغرافيا المخروطة قادر على قتل سبعمائة شخص، إنها كغيرها من الأشياء هناك، تملك سبلا للدفاع عن نفسها، هذا ما يعرف بصدف النمر، وهي تقذف بمخاطيات سامة لزجة من مخرجها.

   شعيرات الأنبوبية المطلقة منها تسمم الحيوانات المفترسة وتلهب جلد البشر، وهي تحتوي على سم يُفقد البصر.

   تدافع الأصداف عن نفسها وتصطاد الفريسة بقطرات من السم تشبه الرماح. تلفت أنظار الناس بسهولة، لا تضعها في جيبك أو تحملها في يدك. هناك مائة ألف نوع من الصدف الشهير في العالم، عشرة منها تشكل خطرا على البشر.

    صدفة جغرافيا المخروطة. وهي من أخطر الصدفات في العالم.

   المدهش في هذه الصدفة، هو أن لها سهام مثقوبة تقذف منها سم فتاك على الفريسة. بعضها يأكل السمك، وهو الأشد فتكا، وبعضها يأكل البزاق، وبعضها يأكل الديدان، آكلة الأسماك هي الأشد فتكا، والسهام هي أنياب معدلة. أي أن لها أنياب على شكل سهام، وهي تطلقها مشحونة بسم فتاك، يقتل بشكل مباشر. حين تصاب الأسماك تموت مباشرة، وهي سامة للبشر أيضا، سجلت بعض الوفيات.

     هناك ستمائة نوع من الأصداف المخروطة،  عشرة منها تشكل خطرا على البشر، وهذه هي الأشد خطرا.

   الجغرافية والنسيجية أصداف جميلة ولكنها تنصحك بعدم اللّمس حفاظا على سلامتك. الصدفة الجغرافية قتلت ما يزيد عن ثلاثين شخصا.

   يعتقد الباحثون أن عراك القريدس كفيل بتمزيق الحيوان الهلامي، ما يستدعي قتله مباشرة بأشد السموم فتكا.

    أما عن القنديل المجوف يعتقد أن خمسة وتسعين بالمائة منه ماء، ولكن من تعرضوا للسعاته يقولون أن خمسة وتسعين بالمائة منه سموم.

    في مجساته ثلاثة أنواع من خلايا اللسعات، الأولى دفاعية والثانية هجومية للصيد، والثالثة بأشواك لاصقة. لا يهم أي منها تصيبك، جميعها مؤلم جدا، كما أنها تترك ندوبا في الجسم. المدهش هو أنها لا تستطيع لسع كف اليد، فالجلد سميك جدا. 

     تخيل أنها مجهرية وأمضى من الإبر، وهذه هي البشرة، عندما تلسع الجلد تنقلب رأسا على عقب حتى تدخل الجسم وتنال من الفريسة، ليصبح السم في الثقوب.

   هناك خمسة ملايين من هذه الخلايا في كل مجسّ، لهذا لا بد من العمل مباشرة لإنقاذ حياة الشخص عبر منطقة واسعة من الإصابة.

   عندما يصاب المرء بلسعات القنديل تمزق المجسات وتبقى عالقة على الجلد حيث تكثر مجموعات الخلايا اللاسعة، وكلما طال اتصال المجسات بالبشرة كلما زاد عدد المجموعات التي تدس السم في جسم المصاب، لهذا أول طريقة لمنع مزيد من اللسعات، هو صب الخل عليها، صب الخل لمدة نصف دقيقة يمنع مزيد من اللسعات.

   هناك ثلاثة عوامل فهي تؤثر أولا على الجلد لتنجم عنها آلام حادة، وتلف في الجلد، ولكن العامل الأهم هنا هو ما يشل الجهاز التنفسي ويعطل القلب. ذلك أن السم يشمل نوعا من السم الكفيل بتعطيل القلب سريعا حتى يسبب الموت.

    عند توقف القلب يشل الجهاز التنفسي أيضا، وعند توقف جهاز التنفس تصبح فترة المقاومة محدودة.

   يتطلب استمرار القنديل على قيد الحياة توفير مضخة هوائية، إلى جانب عوامل مساعدة أخرى.

    يوجد برك مياه مالحة توضع فيها قناديل البحر المجوفة. 

    إن القنديل يأتي إلى الذبذبات.  هذه من وسائل صيده. أما سبب مجيء القنديل إلى الذبذبات، فهو أن ما يأكله يتحرك جماعات تتعرض للصيد من قبل أسماك أكبر، عند حدوث ذلك تحصل ذبذبات في الماء. أي أن حركة المياه تؤكد للقنديل أن هناك غذاء في المنطقة، وعند وصوله إلى هناك يطلق مجساته ليحصل على فرصة لصيد وجبته.

    لا تحتوي المواد السامة التي يطلقها من مجساته على السم وحده، ولكنها أشبه بالسهام التي تعلق بالسمكة كي لا تستطيع الفرار. أكثر ما يدهش في قنديل البحر هذا هو أنه يزن كيلوغرامين من الجل الشفاف الذي يحس بالضوء ويشعر بالذبذبات، ويصيد فريسته ببراعة، وهو أكثر الهلاميات قدرة على الحركة، كما أنه يهضم الطعام. ولكن لا يبدو أن له دورة دموية، ولا دماغ. هذا ما لا يصدق.

   لا يسهل العثور عليها، لأنها ليست كبيرة جدا، كما يمكنها الاختباء جيدا.

   اخطبوط الحلقة الزرقاء. لسعاته المشحونة بالسم لاتسبب الألم، وقد لا نشعر بها، ما نشعر به، هو حالة الشلل، وبعد ذلك مباشرة، نموت. عند استفزاز الأخطبوط تظهر فوق جسمه حلقات زرقاء لا تبدو عليه عادة. لا يحب أن يكون خارج الماء.  من المسائل المتعلقة بفصيلة الأخطبوط، هو أن الأنثى تضع البيض وترافقه حتى يفقس، لتموت بعد ذلك بفترة قصيرة.

    يسكن الأخطبوط الأكبر في المحيط الهادئ. إذ يصل قطره بين المجسات إلى أكثر من أربعة أمتار. لعاب كل أخطبوط مشحون بالسم، ولكنها لا تؤثر جميعها بالبشر، إلا هذا النوع.

   يختبئ في برة الجزر ليصطاد القشريات. وهو يعتمد في ذلك على أسلوب الكمائن.

   سم الحلقات الزرق فتاك جدا وهو من نفس السم  الذي لدى السمكة المنتفخة  والفوجية في اليابان، سوى أن هذا السم يحقن مباشرة في الجسم، بدل أكله وامتصاصه بهذه الطريقة. هناك آلاف الأنواع من أخطبوط الحلقات الزرقاء في جنوب استراليا ومناطق أخرى من العالم. أحيانا ما يداعبها الناس خطأ، فهي غير شيقة نهائيا بألوانها البنية الداكنة ولكنها عندما تستفز تبرز حلقاتها الزرقاء وتجذب الأطفال الذين يحملونها ويداعبونها دون أن تبدو سامة أو ضارة، ولكنها تسببت بمقتل شخص في سنغافورة وشخصان في أستراليا.

   يتحلل سم أخطبوط الحلقات الزرق من خلال حرارة الجسم، بعد ست ساعات من حدوث ذلك، يكفي ان تترك له منفس هوائي حتى يغادر دون مشكلة تذكر.

   نعلم أنه يستعمل الذيل ليحقن فيه شوكة السم على طريقة العقارب. لهذا أفضل طريقة للتعامل معه تكمن بإمساك ذيله بالفم، لتخرج الشوكة بحذر. عادة ما يلسع الراي ليضرب الشوكة في الجسم، وهي معدة بطريقة يصعب إخراجها بسهولة. الماء الساخن هو العلاج الأنسب، وذلك لعزل البروتين هناك، ونزع السهم جراحيا.

   تسبب اللسعة نزيفا بالغا وآلاما حادة عادة ما ترافق المصاب لعدة أشهر.

   هناك حوالي خمسة وثلاثين نوعا من الراي اللاسع المتشابهة فيما بينها مع تنوع في العلامات والألوان.

   راي النمر الهائل. لسعات هذا الراي تتناسب مع حجمه فهي قادرة على تحطيم زورق خشبي بقوة سياطها.

     يدرك الكثيرون أن الحيوانات الخطيرة في البحر هي القرش وراي اللاسع والقناديل والصدف المخروطي وأخطبوط الحلقة الزرقاء. ولكن خطر جديد ظهر مؤخرا هو كتل الطحالب، هناك احتمال كبير بأن تكون بالغة الخطورة، لأنها تستطيع الدخول إلى سلسلة الغذاء.

    تعتبر المحيطات أوردة دموية لكرة الأرض، حتى أن العلماء يستغربون تسمية الكوكب أرض، مع أن مساحة المياه فيه تزيد عن سبعين بالمائة. لم نر تأثير البشر على بيئة الأرض إلا مؤخرا. ومن أحدث النماذج على ذلك تدفق المياه الزراعية في الأنهر التي تصب أخيرا في المحيط. ما نجم عنه كوارث بيئية على مستوى العالم أجمع. أدى انتشار الجنس البشري على هذا النحو إلى تكاثر أنواع جديدة من الضواري الخفية في المحيطات.

   عثر على ما لا يمكن تخيله ساما. الطحالب.

   شهدت الطحالب ازدهار هائل في التسعينات، فانتشرت على طول سبعمائة ميل من مصب أحد أكبر الأنهر هناك. أخذت هذه الظواهر تنتشر اليوم في بلدان أخرى كنيوزيلندا، وفي أرجاء أوروبا، وقارة آسيا،وهناك حالات انتشار لها في الأمريكيتين أيضا.   يؤدي انتشار هذا النوع من الطحالب على الشواطئ إلى دخول السم إلى سلسلة الغذاء.

    ما يحدث هو أن القشريات والرخويات تتغذى على الطحالب، ما يعني أنها تمتص السم منها لتصبح سامة بدورها أيضا.

   هناك أنواع شديدة الأذى من هذه السموم، وقد أصبحت حالة في تيمور شائعة الانتشار.

   أجريت أبحاثا على شخص مات مؤخرا بعد ساعتين من تناول الطعام. اصطاد قشريات وضعها على النار ثم أكلها، وانضم إلى حفلة كان يشارك فيها، ثم بدأ يشعر بالوهن والتعب، فخرج إلى الشاطئ للتقيؤ، وقال أنه متعب جدا، فذهب للنوم وبعد نصف ساعة تبين لمن حوله أنه مات. العوارض التي نشهدها هي تنمل الأصابع، وتنمل الفم ينتقل بعدها إلى الأذنين والأنف وما شابه.

   بلغ هذا السم حدا من القوة جعله يلفت انتباه وزارة الدفاع.

   اسم هذا السم ساكسيتوكسين وهو بروتين شديد الخطورة وقد لا يقل شأنا عن غاز الخردل وهو يصنف بنفس المستوى ويعتبر سلاح كيميائي.

   هذين النوعين من القشريات وما يعرف بسلطعون الشاطئ الأخضر، تحمل الساكسيتوكسين بكميات هائلة، حتى أن سلطعون واحد يكفي لقتل آلاف من البشر.

     تنجم السموم أيضا عن طحالب أخرى، يعمل الباحثون هناك على جمع بعضها لأبحاث تركز على التحكم بانتشار الطحالب زرقاء خضراء تسمى لينغبيا.    

   تتغذى هذه الأشياء  بنهم على الليمبيا وكأنها لا تكتفي. إذا وضعت كمية من الليمبيا أمامها ستأكلها بالكامل خلال  يومين  حسب كمية البزاق الذي يهضمها بسرعة هائلة ولا تتوقف عن الأكل، ومع ازدهار الليمبيا ينجم عن ذلك ازدهار البزاق، وعندما تخف كمية الليمبيا تنخفض أعداد البزاق التي تكثر على الشواطئ. يبدو أن ليس لهذا البزاق ضواري تتغذى عليه لأنه يبعث نوعا من الحبر السام، ما يخيف الأسماك لتتجنب أكله. كما أنها تموت بشكل طبيعي حين تقل كميات الليمبيا، لهذا تبدو مرشحة قوية للضبط الحيوي.

    إذا نظرنا إلى الصباغ واعتبرناه سما، قد لا يكون المفترس سريعا وأنه لن يفر سريعا من المكان، لكنه يبتعد من حيث كان ويقذف الحبر الذي لديه فيتخلص منه.  تسمم البزاقة لجوارها قد يخيف بعض الضواري ولكن هذا لن يطول جدا وسرعان ما يظهر حيوان ما يتغذى عليه.    

   هناك محاولات لمساعدة المستهلك في عدم التعرض للموت، ولمساعدة مزارعي القشريات البحرية في الإشراف على منتجاتها. إذا تبين أن حصاد منتجاتهم  كان مسمما،  سيجبرون على إتلافه بالكامل، مع أن إزالة السم ممكنة بوضع القشريات في مياه نظيفة. 

     البحار مساحة حية ثلاثية الأبعاد. أربعة أخماس سطح الأرض من الماء، وأحيانا ما تصل أعماقه في بعض الأماكن  إلى أحد عشر كيلومترا. إذا وضعت قمة إفريست داخل هذا العمق ستبقى المياه أعلى منه بأربعة كيلومترات. مساحات شاسعة لمخلوقات كثيرة، ولكن الغالبية تسكن على مقربة نسبية من السطح.

     هناك ما يشدنا جميعا إلى البحر، غالبية سكان الأرض يعيشون على مسافة ثمانين كيلومتر من السواحل.

     الظروف البيئية المحيطة بأماكن جميلة كجزيرة ليدي إليوت تعزز مجموعة مدهشة من الأنواع داخل المياه وخارجها.

   تنشب تحت الأمواج التي هناك حربا معلنة، أما  أرض هذه الجزيرة، فهي أشبه بالجنة للناس والطيور.

    من بين أنواع طيور الجزيرة السبعة وخمسين، تعتبر طيور الأبله على وفاق مع البشر. يشكل تعايش الأبله مع الأرض والأشجار والسواحل، إشارة لتعايش أنواع أخرى ضمن المحيط مع غريزتها القاتلة.

    تأكد في جميع حالات تعرض البشر للسم واللسعات والعض، أن السبب في ذلك هو اعتراضنا للحيوانات البحرية الفتاكة.

 إلى جانب المناظر الخلابة، تتعرض ملايين المخلوقات الصغيرة هناك للسعات والعض والسم والابتلاع والتمزيق. حتى أنها تدفع للتفكير مرتين قبل الانضمام إليها.

   توجد أكثر المخلوقات الأشد إثارة للرعب في هذه المساحة ليست أسماك القرش، بل هي مخلوقات صغيرة وشفافة وأحيانا ما تكون خفية مشحونة بسموم البحر، وكأنها بانتظارنا.

   مع أن البشر ليسوا في قمة لوائح طعامها.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2012م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster